الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الزواج من فتاة بينما أخوها متهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سيدي الكريم: أوشكت على دخول السادسة والعشرين من العمر، وأنا بفضل الله منتسب للدعوة وأعمل بالجامعة، قضيتي في حياتي هي توظيف دراستي في الدعوة، وأنا على درجتين ليسانس، وعلى وشك التسجيل للماجستير، لم يكن الزواج مطروحاً رغم إلحاح أهلي وإخواني، خاصة أنني أملك شقة، وأسرتي مقتدرة.

قصتي بدأت عندما رأيت أختاً تشارك بنشاط في عمل دعوي، أعجبت بها ولكنني تجاوزت ذلك ومضيت، ونظراً لترددي على كليتها لارتباطها بدراستي بدأت أراها كثيراً ولا أراها إلا على خير، صليت صلاة الاستخارة، ورأيت أربع رؤى كلها خير شديد الوضوح، وذات مؤشرات دينية، وكانت الرؤيا الأخيرة وكأنني في عقد قران بالمسجد، وعن طريق بعض الأخوات علمت أنها شخصية جميلة وجذابة ونشيطة، ومن بيت طيب.

إلا أنه ظهرت كارثة وهي أن أخاها متهم في قضية قتل، وهو مسجون، وسوف يخرج بعد سنوات، وإن كان الكلام حول القضية كثيراً ويقال إنه لم يتورط فيها أصلاً، علماً بأن البيت طبيعي بشكل عام، كما أنها مريضة بحساسية مزمنة في الصدر وتحتاج لعلاج مستمر وهو أمر لا يشغلني.

تلقيت هذا الخبر وكأنه طعنة، صدقني لم ينفتح قلبي من قبل لمثل هذه الفتاة، رغم أن فترة دراستي وعملي بالجامعة تقارب التسع سنوات، وقد عرض علي الزواج من قبل ممن هن أجمل، بصراحة لا أعرف ماذا أفعل بهذا الشعور؟

أخشى أن يكون أي سعي للزواج هو هروب من هذه الفتاة، وهل ذنبها هو أخوها؟ وكيف كانت الرؤى الصريحة التي رأيتها؟ وهل أخفي موضوع أخيها على أهلي حتى يتم الزواج؟ وأنا أتذكر كيف أن سيدنا عمر منع رجلاً أن يخبر خاطب ابنته بأنها أصابت حداً ثم تابت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن المتهم بريء حتى تثبت التهمة، وإذا ثبتت فإنها تعني فاعلها دون غيره؛ لأن الله سبحانه يقول: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)كما أن جريمة القتل رغم عظمها، وغضب الله على فاعلها إلا أنها ليست مثل الوقوع في الفواحش وغيرها من الجرائم التي ربما تتعدى الفاعل إلى أسرته، وليس هناك ما يمنع من التثبت والبحث عن أسباب الوقوع في جريمة القتل.

ولا يخفى عليك أن العبرة بصلاح الفتاة وبتمسكها بالقيم والأخلاق الفاضلة، واجتهد في دراسة الموضوع من كافة الجوانب، وأرسل من محارمك من تتعرف على أسرة الفتاة، واجعلوا الأمر في غاية الكتمان، ولا شك أن هناك فوائد عظيمة لإشراك الأهل في الاختيار، والنساء أعرف بأحوال النساء، وإذا كان الانطباع إيجابياً فسارع بطلب يدها رسمياً بعد معرفة وجهة نظرها عن طريق محارمك.

واحرص على تقوى الله وطاعته، وتجنب النظر المحرم، واجتهد في الذكر والتلاوة والاستغفار والإنابة، وعليكم بالدعاء، فإنه سبحانه وعد بالإجابة.

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً