الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر البرد والرضاعة في التهاب أذن الطفل الوسطى وعلاجه.

السؤال

السلام عليكم.

ما أسباب خروج الدم من الأذن؟ لدي طفلة عمرها سنة ونصف كانت تضع يدها على أذنها، فهل هذا من احتقان في الحلق؟ أم من البرد؟ أم ماذا؟ علماً بأن طبيب الأنف والأذن أعطاها مضاداً حيوياً وحقناً، بجانب شراب (Dolo d) وهو من الأشياء المطلوبة في حالة البرد والأنفلونزا، فهل هو العلاج المناسب؟ ولماذا؟ وهل ستتكرر هذه الحالة مرة أخرى؟ وماذا نفعل كي لا تتكرر هذه الحالة؟
أشكركم وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ م ع ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فتوقعي لوضع طفلتك ذات السنة والنصف - حفظها الله من كل سوء - أنها كانت تعاني من برد، والذي يسبب لها انسداداً بالأنف، ومن ثمّ انسداداً بقناة استاكيوس والتهاباً بالأذن الوسطى، وهذا مشاهد، وكثيراً ما يحدث مع الأطفال في أول سنتين من العمر، وذلك بسبب الرضاعة، ونظراً لطبيعة قناة استاكيوس لدى الأطفال، وكونها قصيرة وفي وضع أفقي، فيسهل تسرب حليب الأم أثناء الرضاعة عند القشط من الفم والبلعوم الأنفي، وعن طريق قناة استاكيوس إلى الأذن الوسطى.

ووجود هذا الحليب يعتبر وسطاً مناسباً للبكتريا حتى تتكاثر فيه، مما يؤدي إلى التهاب بالأذن الوسطى يسبب آلاماً للطفلة، ولكنها لا تستطيع في سن مبكرة التعبير عما تعانيه، اللهم إلا بالبكاء، ولذا فنحن أطباء الأنف والأذن دائماً ما نلفت نظر الأهل إلى أن بكاء الطفل في هذا العمر إذا كان مصحوباً برشح وبرد وانسداد بالأنف، وليس هناك سبب آخر للبكاء مثل الجوع أو الحاجة لتغيير ملابسه وحفاظاته، فإن سبب البكاء هو التهاب بالأذن الوسطى.

ويجب مباشرة وفي أسرع وقت عرض طفلهم على اختصاصي الأنف والأذن؛ لأن هذا الالتهاب سرعان ما يتطور إلى اندفاع الصديد والالتهاب المتكون خلف الطبلة - في حال عدم سرعة أخذ العلاج المناسب- إلى الخارج محدثاً ثقباً بطبلة الأذن، ليخرج هذا الصديد مختلطاً بالدماء، نتيجة الثقب الحادث بطبلة الأذن، والذي يقل الألم معه كثيراً بعد خروج هذه الإفرازات، والتي كانت محبوسة تحت الضغط، مسببة ذلك الألم.

وفي هذه الحالات نعطي المريض مضاداً حيوياً للتغلب على هذا الالتهاب، مع شراب للبرد والرشح ومزيل لاحتقان الأنف ولفتح قناة استاكيوس، وكذلك النقط لإزالة الاحتقان والانسداد، مثل (أوتريفين) أطفال، ولكن بما لا يزيد عن 5 أيام، مع التنظيف المستمر لما يخرج من الأذن من دماء وصديد، بمعرفة الطبيب المختص.

وقد تتكرر هذه الحالة مع كل برد، ولكن لن يكون مختلطاً بالدماء مثل المرة الأولى، ولكن مجرد إفرازات صديدية ملونة، ولذا يجب المحافظة على الأذن حتى تجف أولاً من الصديد، وذلك باستخدام المضاد الحيوي المناسب، عن طريق عمل مزرعة لهذا الصديد، ثم تهيئة الأمور حتى يلتئم ثقب الأذن، بالبعد عن إدخال أي مياه إلى الإذن، بوضع قطعة قطن مبللة بنقطتين من زيت الزيتون أو الفازلين لمنع دخول الماء، حيث إن كثافتهما أعلى من كثافة المياه، والحذر من تكرار أدوار البرد، بالإكثار من تناول فيتامين (سي).

والله الموفق لما فيه الخير والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة أبو عبدالرحمن

    جزاكم الله خيرا وانا استفدت جدا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً