الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تساؤلات في الكفاءة بين الخاطبين بداوةً وحضارةً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري (22) سنة، تخرجت من الجامعة العام الماضي، وتقدم لي شخص عن طريق أهله، وهو يعمل في بلد آخر، الشاب به مواصفات ما كنت أحلم بها، دين وأخلاق وعلم، وأهلي معجبون به، ولكن المشكلة في أن كثيراً من أهلي يقولون لي: لا يوجد تناسب بين العائلات أبداً، فهم طبيعة حياتهم مختلفة تماماً عن حياتنا، وإنه إذا ما رجعت إلى بلادي يوماً فسأتعب من العيش مع أهله؛ لأن طريقة حياتهم بدوية، ويقولون إن والده من النوع المتعصب القبلي، والذي يدخل في مشاكل، فالشاب مثقف جداً، وهو يقول بأن أهم شيء لديه هو اتباع الشرع، ولا تهمه العادات والتقاليد.

أنا محتارة؛ لأن أهله غداً سيكونون أعماماً وعمات لأولادي، وأخاف أن أضيع فرصة الزواج بشاب مثل هذا، وللعلم فأنا خطابي قليل، وصليت استخارة ولم أرتح أو أنفر منه كشخص، أشيروا علي.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك سوف تتزوجين الشاب وليس أهله، فلا تتردي في القبول بصاحب الدين، خاصة بعد أن وافق أهلك ووجدت قبل ذلك له القبول، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وكون الشاب تقدم عن طريق أهله دليل على أنه يهتم بالأصول، ودليل على قبول أهله وموافقتهم، وقد جاء بيتكم من الباب.

وأرجوا أن تعلمي أن طلاب البادية إذا تعلموا فإنهم يتمدنون ويتحضرون، ومن السهل عليهم تفهم هذه الأمور، كما أن فرص عمل المتعلمين في البادية قليلة، وبالتالي فإن معظم المتعلمين يسكنون المدن، فلا تفوتي الفرصة من أجل احتمالات، ولا تتركي قناعاتك من أجل كلام الناس، وتأكدي أنهم سوف يلومونك إذا رفضت الشاب لأجل هذه الأسباب، فالناس لا يعجبهم العجب، ورضاهم غاية لا تدرك، والعاقلة تطلب رضوان الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة اغتنام الفرصة، ولا تظهري له ولأهلك مثل هذه المخاوف، واعلمي أن حسن تعاملك مع أهله سوف يجعلهم يقدرونك ويهتمون بك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يجمع بينكم على الخير.

ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله لك كل توفيق وخير.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً