الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معالجة مشكلة التبول اللاإرادي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتبول على نفسي وأنا نائم تبولاً لا إرادياً، لكن ليس دائماً، إنما كل فترة -أي: نحو سنة إلى ثلاث سنوات- علماً بأني متزوج، وحالتي النفسية ليست مستقرة بسبب العمل والديون التي علي وحياتي الشخصية.

آمل من الله أن يوفقكم وتحلوا لي هذه المصيبة المحرجة، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذا النوع من التبول اللاإرادي، لا أعتقد أنه راجع إلى أسباب عضوية -جسدية- حيث أنه توجد أسباب عضوية كثيرة تسبب التبول اللاإرادي، ومنها أمراض الجهاز البولي، وكذلك ضعف العصب الذي يحرك المثانة، ويتحكم في صماماتها، وهذا يشخص عن طريق إجراء أشعه للظهر، وإذا اتضحت أن هنالك فجوة بين الفقرات، خاصة الرابعة والخامسة، يكون السبب هو أن العصب الذي يذهب إلى المثانة ليس على ما يرام، ولا أعتقد أن هذا ينطبق عليك؛ لأن الضعف العصبي يجعل التبول اللاإرادي مستمراً وغير متقطع.

كما ذكرت لك، فإن الالتهابات المزمنة للجهاز البولي، وكذلك التهابات البتروستاتا، كلها تؤدي إلى التبول اللاإرادي في بعض الأحيان، ولذا أنصحك بأن تقوم بفحص البول كإجراء عام، وإذا وُجدت أي التهابات فسوف يتم علاجها عن طريق المضادات الحيوية.

المكونات النفسية واضحة في حالتك، حيث أنك ذكرت أن لديك شيئاً من عدم الاستقرار النفسي والشخصية، وهذا ربما يكون ساهم في حدوث هذه الحالة، ولكن هنالك جوانب أخرى يجب أن لا نتجاهلها، وهي أن التبول اللاإرادي الذي لديك ربما يكون مجرد عادة اكتسبتها، فبعض الناس وكنوع من التهاون والتكاسل ربما يحدث لهم التبول اللاإرادي، والبعض أيضاً قد يكون التبول اللاإرادي ظاهرة تصحب الأحلام، خاصة إذا كان الإنسان مجهداً.

أنصحك أولاً: بأن تمارس الرياضة؛ فالرياضة تقوي عضلات البطن، وكذلك عضلات المثانة، وتخفف من هذه الحالة.

ثانياً: أن تحاول الإمساك على البول أثناء النهار، أو اجعل البول ينحصر ويتكاثر داخل المثانة؛ فهذا يعطي عضلات المثانة فرصة لاستيعاب كمية أكبر من البول في أثناء النهار، وكذلك في أثناء الليل، مما يقلل من فرص التبول اللاإرادي.

ثالثاً: عدم تناول أي مدرات للبول في فترة المساء، وهذه المدرات على سبيل المثال لا الحصر تتكون من الشاي والقهوة والبيبسي كولا.

رابعاً: أن تذهب إلى الحمام قبل النوم، وحاول أن تفرغ مثانتك إفراغاً كاملاً، وهذا يتم التوصل إليه من خلال الجلوس في الحمام لمدة دقيقة كاملة بعد انقطاع البول، وتحاول أن تدفع البول؛ لأن دراسات كثيرة أشارت إلى أن كمية كبيرة قد تصل إلى ثلث حجم البول لا تخرج من المثانة، خاصة إذا لم يكمل الإنسان تبوله، وهذا يحدث من خلال لم ينته ألم وحرارة البول لدى الإنسان بقدر أن حاجته قد قضيت وهذا ليس الواقع في حقيقة الأمر.

بقي أن أقول لك: توجد أدوية علاجية تُساعد في مثل حالتك، ومن أفضلها دواء يعرف باسم تفرانيل Tofranil، هذا الدواء في الأصل هو دواء مضادة للاكتئاب، ولكن وجد أنه يُساعد كثيراً في التبول اللاإرادي، وحتى الآن لم تعرف الطريقة التي يعمل بهذا الدواء، ولكن من قبيل الصدفة اكتشف أنه يُساعد، وهو دواء سليم، ويمكنك أيها الأخ الكريم أن تبدأ في تناول التفرانيل -والذي يعرف علمياً باسم امبرمين Imipramine- بجرعة 25 مليجراماً حبة واحدة ليلاً، واستمر عليها لمدة شهر، وبعد ذلك اجعل الجرعة حبة صباحاً وحبة مساءً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً