الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائر بين المسار الأدبي والمسار العلمي..ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، كان مجموعي في الثاني ثانوي هو 71.2%، على الرغم من ذكائي، إلا أن سبب حصولي على هذا المعدل هو كسلي، وتزعزع ثقتي بنفسي لأسباب مرضية، ولكن هذا المجموع كان بفضل الله ثم بفضل مجهودي في آخر 10 أيام، وليس بمجهود السنة.

والآن أنا حائر: هل ألتحق بالمسار الأدبى أم العلمي؟ كما أني أرغب بتخصص الهندسة، وأنا -بإذن الله- قادر على الاجتهاد في هذه السنة.

سؤال آخر: عندما أجلس للمذاكرة يجب أن يشغلني شيء: (مبارة مهمة، أو انقطاع الكهرباء، أو اتصال ما، أو جوع)، فهل عندكم حل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن اختيار التخصص يعتمد كثيراً على رغبة الإنسان، وبعض الناس أيضاً تراعي إمكانية توفر الوظائف في ذاك المجال، إذن: الرغبة، مع المقدرات، مع الحاجة السوقية في محيط العمل.

ومستواك -بفضل الله- جيد، وبشيء من الجهد والانتظام أعتقد أنك سوف تستطيع -إن شاء الله- أن تحرز درجات ممتازة، وما دامت رغبتك في المعهد الهندسي فأعتقد أنك يجب أن تختار المنهج العلمي.

العلوم الهندسية علوم جيدة، وهي متعددة التخصصات، وهذا لا يعني أنني أقلل من شأن المسار الأدبي، ولكن ما دامت رغبتك في العلوم الهندسية فليس هنالك ما يمنعك أبداً من تحقيق هذه الرغبة.

ننصحك بأن توزع وقتك، وأريد أن أقول لك شيئاً مهماً: أنت لست مطالباً بأن تذاكر كل اليوم، ولست مطالباً بأن تحرم نفسك من أشياء كثيرة في الحياة، فأنا أطلب منك أولاً بأن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة، هذا أولاً، وأن تمارس الرياضة، وأن تشاهد بعض البرامج التليفزيونية الجيدة والمفيدة، وأن تذاكر في نفس الوقت.

لا تستغرب أنني قدمت الرياضة والراحة على المذاكرة، الذي قصدته أن الإنسان يمكن أن يوزع وقته بصورة صحيحة، ويوفق بين كل هذه الأنشطة.

فالراحة مهمة للجسم، والرياضة مهمة للجسم حتى تحسن من التركيز، وتحسن من صحتك الجسدية والنفسية؛ وهذا ينعكس عليك إيجاباً فيما يخص المذاكرة.

أفضل أوقات المذاكرة في رأيي هي بعد صلاة الفجر، هذا وقت طيب، وقت تزداد فيه درجة الاستيعاب واليقظة لدى الإنسان، وما ذكرته من أنك حين تجلس للمذاكرة تحس أن شيئاً يشغلك، هذا لن يحدث لك أبداً في الصباح؛ لأنك في الصباح تعرف أنك سوف تذهب للدراسة بعد ذلك، فإذا كانت هنالك مباراة مهمة لن تجلس لهذه المباراة؛ لأن هذه المباريات لن تُلعب أو لن تمارس في ذاك الوقت، وعقلك وتركيزك يكون في أفضل حالاته في فترة الصباح.

فأيها الفاضل الكريم: حاول أن تركز دراستك والمذاكرة في مثل هذه الأوقات.

وإذا أردت مثلاً: أن تشاهد مباراةً معينةً، أو أي نشاط آخر فلا مانع في ذلك، ولكن عليك أن تذاكر قبل هذا الوقت الذي سوف تقضيه في مشاهدة هذه المباراة أو زيارة صديق، بمعنى أنك حين تنجز ما هو مطلوب من وقت للمذاكرة قبل أن تذهب إلى المهمة الأخرى سوف تجد نفسك أنك تحس بسعادة وارتياح، وأن مستوى استيعابك قد تحسن كثيراً، ولكن إذا أهملت وفضلت أن تدخل في هذه الأنشطة من زيارات، ومحادثات تليفونية طويلة مع الأصدقاء، ومشاهدة المباريات وخلافه، سوف تجد نفسك أنك قد أخفقت بعض الشيء، وهذا يجعلك تحس بالندم؛ لأنك أهملت في المذاكرة.

دائماً قدم المذاكرة، وبعد ذلك حاول أن تنخرط فيما تود أن تقوم به.

وأيضاً حاول مثلاً: أن تذاكر مذاكرات جماعية مع بعض الأصدقاء، وهذا يمكن أن يكون في نهاية الأسبوع مثلاً؛ لأن الإنسان حين يذاكر مع الآخرين يجد نفسه أكثر انجذاباً، وقد خرج من الملل، ولا شك أن ذلك يثبت ويرسخ المعلومات.

نسأل الله لك العافية والتوفيق، وأنا على ثقة تامة أنك -بإذن الله- سوف تحقق نتائج ممتازة.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً