الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية السيطرة على أحلام اليقظة والاهتمام بالحياة

السؤال

أعاني من أحلام اليقظة المستمرة والمسيطرة علي بشكل قهري، وتزيد إذا حاولت الكف عنها، فما هي الأساليب العملية للكف عنها؟

دائماً تراودني الأفكار السلبية عن حياتي وحياة أحبائي كالمرض والموت، ودائماً تسبق الأفكار السلبية أفكاري الإيجابية، فدائماً أتوقع الأسوأ، فماذا أفعل؟

عانيت طويلاً من انتقاد الآخرين لشكلي وشكل ملامحي وطريقة ارتدائي لثيابي وتصرفاتي، مما جعلني أفقد ثقتي بنفسي، لكن الكارثة أنني أصبحت لا أفعل شيئاً إلا إذا تأكدت من أنه سينال استحسان الناس، ففقدت إخلاصي لله وأصبحت لا أفعل شيئاً لله، وهذا يضايقني بشدة، فهل هناك خطوات عملية تجعلني لا أسعي دائماً لجذب انتباه الناس والحصول على استحسانهم الدائم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kesmat حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنوع أحلام اليقظة التي تسيطر عليك هي ناتجة من القلق النفسي، وإذا تمت السيطرة على القلق النفسي فسوف يتم السيطرة على هذه الأفكار المسترسلة، والدليل على أنك تعانين من القلق هو أيضاً الأفكار السلبية التي تراودك وتسيطر عليك، وفي بعض الأحيان حين تسيطر هذه الأفكار السلبية ينتج عن ذلك شعور اكتئابي.

والاكتئاب-وحتى وإن كان بدرجة بسيطة- يشعر الإنسان دائماً بسلبياته وإخفاقاته، وإن لم تكن موجودة في الأصل، فأنا أرى أن كل الأمر يتعلق بالقلق، والذي أنصحك به هو أن تمارس الرياضة بصورة منتظمة، وعليك أيضاً التدرب على تمارين الاسترخاء، ويمكنك أن تتحصل على شريط أو كتيب من أحد المكتبات مثل مكتبة الأنجلو في القاهرة للتدرب على هذه التمارين وهي جيدة وتزيل إن شاء الله الطاقات السلبية والمتكررة، وأنصحك أيضاً بتناول أحد الأدوية البسيطة، مثل عقار موتيفال وهو دواء جيد جداً لعلاج القلق النفسي تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم توقف عن تناوله.

بالطبع أنت محتاج إلى أن تلجأ إلى التغير المعرفي والتغير المعرفي نعني به أن كل فكرة سلبية تأتيك يجب أن تضع في حسبانك الفكرة الإيجابية المضادة لها، وبشيء من الحوار مع الذات والمنطق والتركيز تستطيع أن تقنع نفسك أن الأخذ بالفكرة الإيجابية هو أفضل بكثير من الفكرة السلبية، وهذا يحتاج في بعض الأحيان لمساعدة من المختص، ولكن المبدأ العام هو أن تحقر الفكرة السلبية أن تتجاهلها وأن تستبدلها بفكرة مضادة لها، وأن تبحث من إيجابيات الموجودة لديك وتحاول أن تجسمها وأن تنظر إليها بوجه أفضل.

عليك -أخي الكريم- أن تبحث عن عمل، العمل يعطيك قيمة عظيمة جداً تحس فيها بقيمة ذاتك ويملئ فراغك، مما يقلل من هذه الأفكار السلبية المسيطرة عليك، وعليك أيضاً بحسن إدارة الوقت، وعليك بالرفقة الطيبة، فالإنسان بحاجة للرفقة الطيبة، وهذا يفيد كثيراً في تطوير الذات وتنميتها.

إذن: أيها الفاضل الكريم! أنت مطالب بأن تتجاهل كل هذه السلبيات، وأن تعيد تقييم نفسك بصورة إيجابية، وأن تفهم نفسك، وأن تقبلها وأن تسعى لتطويرها، وأحد أساليب التطوير المهم في نظري كما ذكرت لك أن تبحث عن عمل.

سوف تجد أفكار اليقظة هذه أو أحلام اليقظة قد انقشعت وقد قلّت كثيراً، ولا مانع أبدأ أن تأتيك بعض أحلام اليقظة فهي متنفس، والبعض يعتبرها دليل النجاح، أو يمكن أن تكون بداية لأن تدفع الإنسان نحو بعض الإنجازات التي يأمل في الوصول إليها والحصول عليها، وهذا أيضاً مفتاح من مفاتيح النجاح.

أخي الكريم! بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً