الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الطلاق من زوجي العقيم ولكن أخلاقه طيبة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أستشير سيادتكم في مشكلتي.

أنا متزوجة منذ سنتين ونصف، ولم أحمل، وعرفت أن السبب من زوجي، ولا يوجد علاج له حتى الآن.

زوجي رجل يخاف الله، ويحبني، ولكني أريد أن يكون لي أطفال؛ لأن هذا حلم عمري، فهل إذا طلقت منه أكون ظلمته؟ وهل بعد ذلك من الممكن أن يعاقبني المولى -عز وجل- بأن يزوجني زوجاً سيئاً؟

أنا في حيرة شديدة، أفيدوني مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الكريمة- في استشارة إسلام ويب، ونحن نشكر لك إنصافك لزوجك، وهذا -إن شاء الله- دليل على رجاحة عقلك وإيمانك وإنصافك، ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرزقك الذرية الطيبة، وأن يقر عينك بزوجك وأبنائك.

أما عن الاستشارة والسؤال حول طلب الطلاق بسبب أن الزوج عقيم؛ فلا شك ولا ريب أيتها الكريمة أن الإنجاب من أعظم مقاصد النكاح التي شرع الله عز وجل من أجلها الزواج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود).

وقد امتن الله سبحانه وتعالى على بني آدم بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً وجعل لهم من أزواجهم بنين وحفدة، كما أخبر بذلك في سورة النحل، ومن أعظم مقاصد النكاح تحصيل الولد الصالح، وأهميته معلومة، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث، منها ولد صالح يدعو له.

ومما لا شك فيه ولا ريب أن النصوص الشرعية متوافرة ودالة على أن من أعظم مقاصد النكاح تحصيل الولد، وأن تفويت هذا المقصود ضرر على الإنسان وإيذاء له، ومن ثم أفتى العلماء بأنه يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إذا تبين لها أن زوجها عقيم، وليس في ذلك إيذاء له ولا ظلم له، لكن إذا كان هذا الزوج بالصفة التي ذكرتها من الصلاح والدين، وأنه يحبك؛ فإن نصيحتنا لك ألا تتعجلي بطلب الطلاق، وإن كان أمراً جائزاً لك، ولكن ننصحك ألا تتعجليه.

اصبري مع هذا الزوج وأكثري من دعاء الله تعالى له، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك منه الذرية الطيبة، فكم من إنسان رزق الذرية بعد عمر مديد من الحرمان، هذه النصيحة بأن الزوج يتصف بما وصفته من الصفات الطيبة من الديانة والأخلاق، وإلا فالأمر جائز لك أن تطلبي الطلاق إذا رأيت أن مصلحتك في ذلك، وننصحك باستخارة الله تعالى قبل الإقدام على ذلك، ومشاورة العقلاء من أهلك.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يتولى عونك ويرزقك الذرية الطيبة، وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا مجروحة

    افادكم الله ولاكن كل امراة تحلم بعد الزواج ان تكون ام وأن متزوجة مند 13 سنة والعيب في زوجي وعندما طلبت منه ان ناخد طفل يتيم ونربيه قال لي ان غير مستعد لتربية اطفال الناس مع العلم اني اريد ان اربي طفل يتيم وليس طفل حرام فقال لي هدا الدي عندي لو اعجبكي وان لم يعجبكي فدهبي الى بيت اهلك واطلبي الطلاق ان اردت فان لاامناع مع العلم اني صبرت معه وتحملت كلام الناس المسئ لي ولم اخبر ان زوجي هو من لدية المشكله مع العلم انه طيب وفيه الصفات الحسنة ولكن المراةلدية عمر معين وتكون في امس الحاجة لكي تكون ام فانصح من كانت في مثل حالي ان تطلب الطلاق بسرعة وتبحث عن نصيبه لو كانت المراة في نفس وضع الرجل لطلاقها وتزوج غيرها

  • الكويت غيداء

    اولا على المرأه ان تتأكد من نسبة احتمالية انجاب زوجها وفرصته في الإنجاب وان يحاولا العلاج ما استطاعا وتمنح نفسها الفرصة تلو الاخرى حتى تتأكد تماما من عدم انجابه
    فإذا لم فعليها ان تطلب الطلاق لأن غريزة الامومة قوية -تفوق احيانا حبها للزوج_ وخاصة قبل بلوغ سن انقطاع الطمث

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات