الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشاجر الوالد مع أولاده

السؤال

أخشى أن أفقد أسرتي بسبب ابنيّ، فهما يتشاجران مع والدهما طوال الوقت؛ حتى تحولت حياتنا إلى جحيم.

إنهما يتشاجران مع أبيهما كل يوم، وصارا يشعران بأنه شخص دنيء ولا يحبهما، بل يرغب فقط في إجبارهما على فعل ما يريد.

وزوجي في الحقيقة يحبهما كثيراً، ولكنه لا يعرف كيف يعبر لهما عن حبه، فهو عصبي المزاج، ولذلك فهو لا يتعامل معهما على نحو وديّ، الأمر الذي حوّل حياتنا إلى جحيم.

أخشى أن يترك ولداي المنزل هرباً من أبيهما، فأرجو أن ترشدوني ماذا أفعل؟ ربما لم أتطرق إلى كل المشاكل التي نعاني منها، فإذا كانت إجابتكم على سؤالي تتطلب المزيد من المعلومات فيمكنكم طلبها مني عبر البريد الإلكتروني وأنا مستعدة لإرسالها لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بداية نشكرك على طرح سؤالك وثقتك فينا للإجابة عن مشاكلكم، ونحن مستعدون لتقديم النصح والمشورة في كل ما يهمكم، لأننا نعلم أنما دفعكم إلى طرح مثل هذه الأسئلة إلا إحساسكم بأهمية البحث عن الحلول لمشاكل العائلة وعدم تركها جانباً حتى تتفاقم، وقد أسعدنا حسن طرحك وتفهمك للمشكلة مع الأبناء الكرام، حيث إنه بالفعل لا بد من وجود الرابطة الطبيعية بين الأب والأبناء القائمة على العلاقة الحميمة والحب والحنان، فالأبناء كما يحتاجون إلى الطعام والشراب، كذلك هم بحاجة إلى القوت النفسي من العطف والحنان، لذلك يذكر بعض التربويين بأنه لكي تستمر العلاقة الناجحة بين الوالد وولده فعليه أن يضمه يومياً أربع مرات على الأقل!!

للأسف إن جفاف المشاعر الأبوية - خاصة من قبل الآباء الذكور - سائدة في مجتمعنا، وهي وإن كانت مشكلة مؤثرة على الأبناء بشكل كبير إلا أن حلها بسيط وسهل، فقط بمجرد خطوات يتخذها ويحافظ عليها هذا الوالد الكريم، ونظن أنك ستقومين بدور مزدوج بين الأبناء وبين والدهم الكريم، وما يدفعنا للتفاؤل بنجاح هذا العلاج هو أن علاقة الحب بين الأب والأبناء موجودة فعلاً كما ذكرت في كلامك، ولكننا بحاجة إلى إخراجها للوجود، والظهور على شكل كلمات وابتسامات وتصرفات توحي بهذا الحب وتدلل عليه.

فأول خطوة تتخذينها هي أن تجلسي جلسة تشاورية مع زوجك الكريم لمناقشة هذا الأمر، وتوضحي له أهمية بناء العلاقة بالحب والحنان، وإظهاره على شكل تصرف ملموس، بالاحتضان وتقديم الهدية والثناء والمدح المتواصل، والتغاضي عن بعض الزلات، كل هذه الأمور ستعود بالعلاقة تدريجياً إلى سابق عهدها من قوة التواصل بين الأب والأبناء.

في الحقيقة لم توضحي لنا سن الأبناء حتى نتمكن من ذكر الخصائص العمرية لهم، لكن يبدو أنهم في مرحلة المراهقة، حيث يكثر التمرد والعصيان عادة في هذا السن – إن لم يحسن عملية السيطرة – وبالمقابل يكونون مطيعين بشكل كبير جدّاً إن تمت السيطرة العاطفية عليهم، ونعود فنذكر بأهمية القيام بحث زوجك على أمرين مهمين:

الأول: التحكم بالانفعال والعصبية الزائدة، ومما يعينه على ذلك هو إدراكه أن هذا ليس في صالحه ولا صالح أبنائه.

الثاني: التحلي ببعض المهارات التربوية، من إسماعهم عبارات التواصل، مثل: أنا سعيد بكم، أنتم أفضل أولاد رأيتهم، أنا أحبكم، وهكذا.. ربما لا يستطيع فعل ذلك دفعة واحدة، فعليه إذن أن يبدأ بالتدرج معهم بعبارات التشجيع، ثم ينتقل إلى عبارات الحب، ثم التقبيل والضم حتى لو كانوا كباراً! فجوعهم العاطفي لا يشبعه إلا مثل هذه الأعمال.

ونذكرك أختي الفاضلة بأهمية الدعاء من قبل الوالدين للأولاد، وبصلاحهما يصلح الله الأولاد، فرُبّ دعوة مستجابة من أحد الوالدين يصلح الله بها شأن أبنائه.

ويمكنكم الكتابة لنا مجدداً لتوضيح بعض الأمور الغامضة، وفقكم الله، ويسر أمركم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً