الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب صداع التوتر وسبل الوقاية منه

السؤال

أُعاني من صداعٍ خفيف -ليس دوماً- في معظم الأيام، وهو مختلف، فليس ألماً محدداً أو في منطقة محددة، فأحياناً يكون على جانبي الرأس، وأحياناً في أعلى الرأس وكأن أحداً يضع صخرة فوق رأسي، وبعض الأحيان يكون ألماً في عيني وجبهتي مع أنفي، وعند السجود أشعر وكأنها ستنفجر، ويفيدني غسل وجهي بالماء البارد.

عند المغرب يكون هناك ثقل أو بعد الاستيقاظ من النوم في المساء أو العصر، وبعد الجلوس لفترات طويلة على الدراسة أو الكمبيوتر أحس بثقل في مؤخرة الرأس، وعندما أحركه بسرعة أشعر بدوار سرعان ما يذهب، وكذلك في بعض الأحيان عند الاستلقاء أو السجود والانحناء يزيد، وعند القيام أشعر بدوار وثقل قليلاً ثم يذهب، وعندما أصاب بالزكام أو أبكي أشعر بثقل فظيع في رأسي، وعند الركض أو القفز أو البكاء أحياناً أشعر بأن رأسي ينبض ثم يذهب، وأحياناً أشعر بوخز، وأحياناً مثل الكهرباء، وأحياناً يخف عندما أخرج وأمشي وأشم الهواء.

أيضاً يوجد صداع أحس به في كل الرأس عندما يكون عندنا الكثير من الضيوف، أو عندما أعود من الزيارات أو المدرسة، مع العلم أني أضع نظارات، لكن فقط عند النظر البعيد، وبسبب ضعف النظر الوراثي.

أنا عصبية وقلقة، وأجلس ساعات على الكمبيوتر، وأسهر، وهذا الصداع منذ الصغر، ولكني لم أهتم له كثيراً؛ لأني تأقلمت معه ولم آخذ المسكنات؛ لأني لا أشعر أني بحاجة لها؛ لأني أحياناً أنشغل عنه أو أنام فيذهب، ولكني بعد أن قرأت عن الأورام أصبحت أشك، وأنا محتارة جداً، فما تفسير هذه الأعراض؟ وهل هناك ضرورة لإجراء أي فحص طبي؟

سؤالي الثاني من فضلكم:
قمت بعملية تنظير للمعدة، وكانت النتيجة قرحة صغيرة 3 مل في الإثني عشر، ولم يقم الطبيب بأخذ عينة منها، وعندما شاهدت صورتها كانت أشبه بنتوء أو حبة، فسألت طبيبي، فذكر أني أوسوس كثيراً، فهل هذا صحيح أم هي خبيثة؟ وهل هي قابلة للانتكاس أو عدم الشفاء طول العمر أو التحول الخبيث؟

تناولت: الأيزومبيرزول، والأموكسيسلين، والكلاريثرو لمدة عشرة أيام، مع أن نتيجة تحليل الدم لجرثومة المعدة سلبية، وأنا الآن أتناول الإيزومبيرازول لمدة شهرين، ودواء لعسر الهضم، فهل هذا علاج كاف لكي تُشفى تماماً؟ فأنا ما زلت أشعر أحياناً بفركة في رأس المعدة ولكن خفيفة، وكذلك الغثيان يقولون أنه بسبب نفسي، فأشيروا علي أرجوكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المسلّمة لله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولاً: إن قرحة الإثني عشري تكون دائماً حميدة، ولا تتحول للخبيث، إلا أن قرحة المعدة يمكن أن تكون حميدة أو خبيثة، والفترة التي تناولت فيها العلاج كافية.

أما بالنسبة للصداع الذي تُعانين منه، فهذا هو صداع التوتر، ويُسمى أحياناً صداع الإجهاد، وهو أكثر أنواع الصداع شيوعاً، ويميل إلى التكرر من آن لآخر، ويستمر الصداع ما بين 30 دقيقة إلى بضعة أيام متواصلة، ويظهر هذا الصداع بشكلٍ دوري متقطع من فترةٍ لأخرى (مرتين أو ثلاث في الشهر أو بشكل يومي مزمن).

يصف المصاب بهذا النوع من الصداع بأنه أشبه بحزام ضاغط على الرأس، وتتراوح شدته في أغلب الحالات بين خفيف إلى متوسط، وقد يكون شديداً لدى البعض، وقد تمتد فترة الصداع من نصف ساعة إلى عدة ساعات، وربما أيام، ويبدأ عادة خفيفاً ثم يتدرج في شدته، وأكثر ما يحدث في ساعات النهار.

لا يعرف سبب محدد لصداع التوتر، إلا أنه يُعتقد أنه ينتج عن عدة أسباب، والتفسيرات أنه ناتج عن شد في عضلات الرأس والرقبة، والوجه والفك، وفروة الرأس، إلا أن الآراء الحديثة في هذا المجال ترى أن صداع التوتر ناتج عن حدوث تغيير في كيمياء الجسم نتيجة الإجهاد والإرهاق، وتكون الأعراض بشكل:
- ألم مستمر في الرأس، ولا يكون الألم نابضاً.
- شد حول الجبهة فيما يشبه الكماشة.
- ألم في خلفية الرأس يمتد إلى الرقبة.

هذا بخلاف الصداع النصفي، فصداع التوتر لا يصاحبه شعور بالغثيان، أو رغبة في القيء، أو حساسية للضوء أو الضوضاء.
ليس هناك سبب واحد يعزى إليه صداع التوتر، وهو لا يتأثر بالعوامل الوراثية غير أن بعض الأمور تزيد من صداع التوتر، ومن ذلك:
- قلة الراحة، وزيادة المجهود البدني والانشغال الذهني
- الضغوط النفسية والذهنية (في الدراسة والامتحانات، والعمل..وغيرها)

- الجلوس والنوم بطريقةٍ غير مريحة.
- التعرض لصعوباتٍ اجتماعية أو عائلية أو وظيفية.
قد يترافق مع صداع التوتر أعراض أخرى، مثل الإجهاد والكسل، وصعوبة النوم، والتوتر النفسي، وسرعة الانفعال، وضعف التركيز.
وما يميز صداع التوتر هو خلو المريض من أية أعراض أو علامات عصبيةً، سواءً كانت عابرة أو مزمنة، فلا يشكو المريض من ضعف العضلات، أو من تأثر النظر، أو من الخدر والتنميل في الأطراف، أو من فقد الوعي، أو غيرها.
يُعالج صداع التوتر بالمسكنات المتاحة دون وصف الطبيب، مثل الباراسيتامول ( بنادول / تايلنول ) أو فولتارين، أو مرخيات العضلات مثل ميوجيسيك.

يجب أخذ أقل جرعة تفيد في التخلص من الصداع، وإذا اضطر المريض لأخذ المسكنات بكثرة فعليه بمراجعة الطبيب؛ لأن الإكثار منها قد يسبب ما يُعرف بالصداع العكسي، والذي يعني حدوث الصداع عند التوقف عن أخذ المسكنات.

هناك وسائل أخرى لعلاج صداع التوتر، منها: ممارسة تمارين الاسترخاء، وعلاج المشكلات النفسية والاجتماعية المترافقة معه، إلى جانب وسائل الطب البديل .
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • سمية

    بسم الله

  • السعودية عبدالكريم

    شكرا لك يا غالي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً