الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي وعلاقته بسرعة خفقان القلب وما يصاحبه من أعراض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرجاء التكرم بتقييم حالتي الصحية، فأنا أعاني من ضيق في التنفس بعض الأحيان أثناء ممارستي للحياة اليومية، وذلك أثناء المشي والصعود إلى الطابق الثاني في عملي، وأشعر بخفقان في قلبي، وسرعة ضربات القلب، علماً بأنني غير مدخن، فهل هي من منشأ نفسي؛ حيث عانيت من فترة قبل سنة تقريباً من حالة نفسية سيئة، ولكن -الحمد لله- أصبحت بخير؟

مع العلم عندي حساسية من الروائح في بعض الأحيان، ولم أكن في السابق أعاني من هذه الحالة، وفي بعض الأحيان أخاف وترتجف يداي، وتصاحبها دوخة خفيفة، وزغللة، ووجع في الصدر من الخلف.

وفي بعض الأحيان تذهب عني كل هذه الأعراض، مع العلم أنني عصبي، وأتوتر من أقل شيء.

أرجو التكرم بتفسير هذه الأعراض وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هنالك احتمالاً كبيراً أن تكون هذه الأعراض كلها أعراضاً نفسية؛ لأن القلق النفسي قد يعطي هذه الصورة، خاصة الارتجاف والتوتر وألم الصدر، وحتى ضيق النفس، وسرعة خفقان القلب أيضاً، يمكن أن تكون إحدى المؤشرات الوصفية لأعراض القلق النفسي، ولكن - أخي الكريم - وحتى نحقق أفضل معايير الجودة الطبية أنصحك بأن تقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبية البسيطة، فيجب أن تتأكد من مستوى الدم لديك؛ لأن فقر الدم أيضاً قد يؤدي إلى ضيق في النفس، وسرعة في خفقان القلب، ودوخة، خاصة مع المجهود الجسدي، وسيكون أيضاً من الجميل أن تتأكد من وظائف الغدة الدرقية، أن تتأكد من ضغط الدم، بمعنى آخر: أن تذهب إلى طبيب باطني ليقوم بفحصك وإجراء هذه الفحوصات اللازمة.

هذا يا أخي أفضل، سوف يجعلك أكثر اطمئناناً، ونحن كذلك نكون في الوضع السليم والمطمئن، ولكن كما ذكرت لك: قناعاتي كبيرة جدّاً بأن القلق النفسي هو الذي يؤدي إلى مثل هذه الأعراض في كثير من الأحيان، وعليه إذا اتضح أنه لا توجد أي علة عضوية من العلل التي ذكرتها، هنا أقول لك أن أفضل دواء لحالتك هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride) وتتناوله بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً، وخمسين مليجراماً مساءً لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجراماً صباحاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، ومعه دواء آخر يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal)، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، وجرعته هي عشرة مليجرام صباحاً، وعشرة مليجرام مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.

لا شك أخي الكريم أن ممارسة الرياضة بصورة منتظمة تساعد كثيراً في زوال مثل هذه الأعراض، ما دام لا توجد أي علة عضوية، والذي أنصحك به هو أيضاً أن لا تترك الاحتقانات النفسية السلبية تؤثر عليك؛ لأن كثيراً من الناس يسكت عن بعض الأمور التي لا ترضيه، وذلك كنوع من الذوق، والابتعاد عن الاحتكاك مع الآخرين، ولكن الإنسان الذي يعبر عن نفسه في حدود المعقول وبصورة ذوقية، هذا النوع من التفريغ النفسي يساعد جدّاً في زوال العصبية والتوتر، وأنصحك - أخي الكريم - أيضاً أن تلجأ لما ورد في السنة المطهرة في خصوص علاج الغضب والتحكم فيه.

أسأل الله لك العافية، ونرجو أن نكون قد فسرنا حالتك التفسير الصحيح من الناحية الطبية والنفسية، نسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر maadina

    اخي الكريم لقد عانيت من هذه الحالة سابقا ولقد وصفلي طبيب الخاص هذه العقاقير ولقد كانت لعها فائدة كبيرة واراحتني .نشكر اطبائنا الكرام على المجهود الذي يقومون به جزاهم الله كل الخير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً