الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج فقدان التركيز وضعف الذاكرة

السؤال

أبدأ معكم وصف معاناتي، وأتمنى أن ألقى الجواب الشافي لها، شاكراً لكم مجهودكم.

أنا شاب عمري 25 سنة، أعاني من حالة فقدان التركيز وضعف ملحوظ في الذاكرة، خضعت لفحص الغدة الدرقية والهرمون المحفز للدرقية (Tsh) والنتائج كانت سليمة، لكنني لا أستبعد وجود خلل هرموني، حيث أنه أغلب أفراد عائلتي يعانون من مشاكل هرمونية، وأريد معرفة أسماء الهرمونات التي يجب فحصها في حالة الدرقية: هل يكفي
Tsh ; t3; t4?


تاريخ حالتي يتعدى العام، وأنا في دوامة مع هذه المعاناة التي لم أكن أعي مدى تأثيرها على سير حياتي اليومية، حتى حالت دوني ودون مزاولة أي نشاط دراسي، وحتى مزاولة أي وظيفة.

وعلى المستوى الشخصي لا أستطيع أن أذكر أحداث أمس الأول أو الأسبوع الماضي سوى لمحات، وكأنها حدثت خلال أعوام مضت، ولا أخفيكم علماً عندما يقوم أصدقائي أو أحد أفراد عائلتي بتذكيري بأحد الأحداث المضحكة وغيرها التي مررنا بها والتي حدثت خلال الأعوام الماضية، لا أذكر شيئاً وكأنها لم تحدث.

هنالك بعض الأعراض التي أشكو منها عند محاولتي التركيز للمذاكرة أو بشأن أمر معين، أشعر بنوع من الصداع أو الألم عند منطقة العين وجانبي الرأس، وما إن أشعر به أفقد القدرة على التركيز إن وجدت.

أرجو إرشادي لطريق قد ألقى من خلاله حلاً لمعضلتي هذه، أو نقطة بداية للحصول على العلاج المناسب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fadhel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ضعف التركيز واضطرابه قد يكون سببه عضوياً أو نفسياً، بالنسبة للأسباب العضوية فهي مرتبطة ارتباطا وثيقا جداً بعمر الإنسان، حيث أنه يعرف أن أمراض الخرف، مثل الزهايمر وغيره من الأمراض المشابهة، دائماً تحدث للناس بعد بلوغ عمر الستين، أو الأمراض العضوية الأخرى التي قد تؤدي إلى ضعف الذاكرة، دون التقيد بالمرحلة العمرية، ومنها الضعف الشديد للغدة الدرقية، وانخفاض فيتامين (ب)، وهنالك أمراض أخرى نادرة قد تسبب أيضاً الضعف في الذاكرة والتركيز.

بالنسبة للناحية النفسية، فإن القلق والاكتئاب النفسي هي من أكثر الأمراض شيوعاً فيما يخص الإصابة بضعف الذاكرة، فإذا أردت أن أربط بين الأعراض التي ذكرتها وعمرك والمؤشرات الأخرى ذات الصلة، فأستطيع أن أقول أن ضعف التركيز الذي لديك هو نفسي المنشأ، والحالة العضوية لديك من الواضح أنها جيدة، والهرمونات الثلاثة التي ذكرتها للتأكد من وظائف الغدة الدرقية هي كافية جداً، والوضع المثالي هو أن يتم فحص الذاكرة بصورة إكلينيكية أو سريرية، وذلك بمقابلة الأخصائي النفسي ليقوم بإجراء فحوصات الذاكرة، وهنالك عدة فحوصات معروف لدى الأطباء النفسين من خلال هذه الفحوصات يستطيع المختص يتأكد من قوة التركيز والانتباه في الذاكرة بكل مكوناتها، أي الذاكرة الآنية أو الذاكرة قصيرة المدى، والذاكرة بعيدة المدى وكل منه لديه اختباراتها.

أخي الكريم: لتكون أكثر اطمئناناً، أود أن أنصحك بأن تقابل أحد أخصائيين الطب النفسي ليطبق عليك هذه الفحوصات، هذا هو الوضع الأفضل والأمثل، والقيام أيضاً بعمل صورة مقطعية للرأس إذا كان هذا متيسراً، هذا سيكون أمراً مثالياً ومكملاً؛ لأن الصداع الذي تعاني منه في منطقة العين سيكون من الجيد التأكد من وضع الدماغ وكذلك الجيوب الأنفية، وأرجو أن لا يسبب لك ما ذكرته من ضرورة إجراء الفحوصات، أي نوع من القلق، وهذا قصدنا منه فقط أن نعطيك النصيحة الطبية كاملة.

بعد الانتهاء من الفحوصات والتي أسأل الله تعالى أن تكون طبيعية، إذا اتضح أن القلق هو السبب الرئيسي - وهذا هو الأغلب إن شاء الله - أقول لك ركز كثيراً على التمارين الرياضية، والرياضة تحسن من التركيز، وعليك بأخذ قسط كافٍ من الراحة، وعليك بتثبيت وقت النوم ليلاً، وحاول دائماً قراءة المواضيع ببطء وتركيز، وكررها أكثر من مرة، وقراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن والترتيل تحسن كثيراً من الذاكرة.

الاستشعار بأهمية الدراسة والتعليم يجعل الإنسان أكثر تحفزاً لاكتساب المعلومة والاحتفاظ بها، هذا بالطبع من خلال ما يمكن أن نسميه بالدفع النفسي الداخلي، أي أن تبني في نفسك الإرادة ويكون لديك الثقة، واستشعر أهمية التحصيل الدراسي.

هنالك أدوية جيدة لعلاج القلق والتوترات، منها العقار الذي يعرف باسم بوسبار (Buspar) بسبرون (Busiprone) والجرعة المطلوبة لحالتك (5) مليجرام صباحاً ومساء لمدة أسبوعين، بعدها ترفع الجرعة إلى (10) مليجرام صباحاً ومساء أيضاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى (5) مليجرام لمدة شهرين ربما يكون أمراً مفيداً.
وهنالك دواء يعرف باسم نتروبيل (Nootropil) برايسيتام (Priacetam) هذا الدواء يتم تناوله من أجل المساعدة في التركيز، وكذلك علاج الصداع العصبي، أي آلام الرأس الناتجة من الانقباضات العضلية والقلق والوتر، وجرعة النتروبيل هي (400) مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ياسين

    بارككم الله و غفر لكم و هداكم لصالح الاعمال وصلي الله علي رسوله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً