الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدليل الأب لابنه وموقف الأم من ذلك

السؤال

أنا متزوجة ـ والحمد لله ـ ورزقنا بطفل أسميناه محمداً، وعمره سنتان ونصف، والمشكلة في تدليل زوجي لابننا الدلال المفرط، وأنا عادة أكون حازمة مع ابني، وقد يستدعي أن أضربه وهذا ما يثير غضب زوجي، ونحن الاثنان من النوع العصبي جداً، وبالتالي أشعر أنني صرت أكره ابني ولا أعطف عليه، وقد نسيت شعور الأم من تعامل زوجي معي بسبب ابني، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذه المشكلة من وجهة نظري لم يكن من المفترض أن تحدث أبداً، هذا الطفل وهو الطفل الأول، والذرية دائماً تعتبر أحد الروابط التي توثق العلاقة بين الزوجين، وأتفق معك أن الطفل الأول يستأثر بشيء من التدليل من قبل أحد الوالدين أو كلاهما، وأنا أشكر لك وعيك على أن التدليل الزائد للطفل ليس أمراً تربوياً صحيحاً، ولكن إن شاء الله تعالى لن يحدث الضرر أو الأذى البليغ إذا كان أحد الأبوين يميل إلى جانب التساهل وتلبية رغبات الطفل، لكن المفترض أن تكون التربية متوازنة وليس هنالك ما يستدعي أبداً أن تكرهي ابنك.

والذي ألاحظه من الناحية النفسية أنك لا يمكنك أن تكرهي ابنك، هذا ليس أمراً وارداً أبداً، ولكن الذي أراه أنه حدث نوع من الإسقاط النفسي، بمعنى أن الغضب من جانبك حيال زوجك نسبة لنهجه الخاطئ الذي أصبح يتجسم داخل نفسك، ووجدت أن أفضل وسيلة للتفريغ النفسي هي أن تسقطي هذا الغضب على الطفل، وتمثل ذلك في عدم إبداء العطف حيال الطفل.

الذي أنصح به هو أن تجلسي مع زوجك في لحظة هدوء وتتكلمي عن الجوانب الإيجابية في حياتكم الزوجية، وبعد ذلك عرجي على موضوع هذا الابن، واذكري لزوجك أنك لا تشكين في حبك له وفرحتك بوجوده، لأنك حتى يكون ابننا راشداً وجيداً من الناحية التربوية في المستقبل، فمن الأفضل أن يتبع طفلنا منهجاً تربوية وسطاً لا ندلل فيه الطفل ولا نحمله أيضاً، ومثل هذا الكلام هو كلام بسيط ومعلوم ولا أعتقد أن زوجك سوف يتجاهله.

ضربك لابنك أمر غير مقبول، وأنا أقدر مشاعرك، ولكن هذا التصرف من جانبك سرعة الغضب وافتقاد العاطفة نحو الطفل، بل ضربه في بعض الأحيان، يجعلنا نسأل ... هل لديك شعور داخلي بالكدر؟! هل لديك مؤشرات تقودنا أن هناك أعراض اكتئابية؟! هذا كله في الحقيقة أمر لابد أن نعتبره، وأنت الحمد لله يمكنك أن تقيمي نفسك بمصداقية إذا كان لديك عسر حقيقي في المزاج عدم القدرة على التحمل وعدم ارتفاع الأصوات العالية، هذا دليل على بدايات الاكتئاب القلقي.

إن كان الأمر كذلك أنصحك بمقابلة الطبيب، وإذا كنت ترين أنك متوازنة من الناحية النفسية ولم تسبب لك هذه الضغوط قلقاً أو بدايات اكتئاب، فهنا أقول لك أن الأمر إذن يتطلب فقط النقاش والحوار مع زوجك في حدود ما هو مطلوب للطرح، هذا هو الذي أنصح به.

يمكنك أيضاً أن ترشدي زوجك إلى بعض الكتيبات التربوية فيما يخص تربية الأطفال، واسأليه أن يحضر لك هذه الكتب كأنك أنت التي تريدين قراءتها فقط، وحين تجدين أمراً جيداً ومثيراً ويتحدث عن مساوئ تدليل الأطفال، وهذا مذكور في كل الكتب التربوية، يمكنك أن تطلبي من زوجك بطلف أن يطلع على هذه الجزئية، وإن شاء الله يحسن من قناعته حيال التعامل مع الابن، وأرجو أن تكوني حريصة على زواجك، وأرجو أن تنظري إلى الأمور بإيجابية وانظري إلى ابنك بمحبة.

أسأل الله أن يحفظ لكم محمداً، وأن يصلح أحوالكم.

وللفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الغضب والعصبية سلوكياً 276143 - 226699 - 268701

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً