الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتفاع ضغط الدم.. وعلاقته بالحالة النفسية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
سبق وعملت قياساً لضغط الدم، تقريباً مرتين قبل سنة، وظهر مرتفعاً، وفي الثالثة عملت قياساً لضغط الدم عندما أصبت بنزلة معوية، والدكتور قال بأنه طبيعي، وأيضاً مرة رابعة وكنت وقتها مصاباً بنزلة معوية، وكنت أعاني من نقص في السوائل، وبعد أخذ المغذي قاس الدكتور ضغطي وأنا على السرير، وكان طبيعياً، ثم قاسه مرة أخرى وأنا واقف، وقال لي هو طبيعي، بعدها قسته مرة خامسة وكنت ذاهباً للمستوصف لقياسه، وكان الضغط الأعلى مرتفعاً، والأسفل طبيعياً، أذكر أنه كان (180/90).
وقت قياس الضغط كنت متوتراً جداً وخائفاً، لدرجة أني أحس بنبضات قلبي تنبض بقوة دون وضع يدي، ولا أعرف لماذا أخاف عند قياس الضغط! فكنت طبيعياَ قبل الدخول على غرفة القياس، ولكن عندما جلست خفت وتوترت، وبعدها لم أقس الضغط، لا أعلم هل أقيس مرة أخرى أم لا؟

علماً بأني أعاني من قلق نفسي، وسبق أن عانيت من خفقان في القلب، وعملت فحوصات للقلب، وظهرت النتائج أني سليم ولله الحمد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن بعض الناس يرتفع لديهم الضغط في أوقات الانفعالات والقلق بصفة عامة، وهذا نسميه بضغط الدم العصابي، والكثير من الناس حينما يذهبون إلى المستشفيات لمقابلة الأطباء أو لقياس ضغط الدم يرتفع لديهم الضغط قليلاً، وهذا نسميه أيضاً بالضغط العُصابي، ومجرد رؤية الممرض أو الطبيب تجعل البعض يُصاب بانفعال داخلي يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، وهذا النوع من ارتفاع ضغط الدم المصحوب بخفقان في القلب، ونشاط في الجهاز السمبثاوي، وإفراز زائد في مادة الأدرانين هو ناتج لهذه التغيرات الفسيولوجية.

لكن هنالك حقيقة علمية أيضاً أود أن أوضحها لك، وهو أن كثيراً من الذين كان يُعتقد أنهم يعانون مما يسمى بضغط الدم العصبي أو العُصابي، اتضح في نهاية الأمر أنهم يعانون من ارتفاع فعلي في ضغط الدم، خاصة إذا كان لديهم تاريخ في الأسرة، أي: أن أحد أفراد الأسرة كالوالدين مثلاً مصاب بارتفاع في ضغط الدم.
الذي أود أن أصل إليه هو أن الانفعال هو السبب في ارتفاع ضغط الدم لديك، لكن أيضاً أريد أن تكون يقظاً دون أي قلق وتوتر، وتقيس ضغط الدم من وقت إلى آخر، وأفضل أن يكون ذلك عند الطبيب، وأفضل أن تراجع طبيباً واحداً، مثلاً مرة كل ثلاثة أشهر، هذا أعتقد سوف يكون أمراً جيداً ومفيداً بالنسبة لك.

نحن الآن نواجه حالة القلق هذه التي تعاني منها، وأقول لك: إن هذه يمكن علاجها، وذلك من خلال أن تمارس الرياضة، من خلال أن تمارس تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وهذه يمكنك تطبيقها من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت أو بأن تتحصل على كتيب أو شريط أو (CD) يوضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فهي مفيدة جدّاً واسترخائية، وتستعمل حتى بالنسبة للأشخاص الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم دون أن يكون لديهم قلق، ولكن يعرف أن فائدتها في علاج القلق والتوتر والانفعالات ممتازة جدّاً.

أنصحك أيضاً بتناول أحد الأدوية البسيطة جدّاً والمضادة للقلق والتوتر، الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول)، واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول) أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة صباحاً لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم يمكن أن تتوقف عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية البسيطة المضادة للقلق والتوتر، وليس له آثار جانبية سالبة.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً