الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب والحزن وانعدام ثقة النفس.. نظرة طبية

السؤال

لقد بدأ شعوري الاكتئاب منذ فترة، ولكنه أصبح يتفاقم مع الوقت، دائماً أميل للحزن والتشاؤم، كما ازداد عندي الشعور بالكسل والخمول، أصبحت ثقتي بنفسي معدومة، خصوصاً بالعمل، وأحاول أن أتجنب أي مهمة جديدة، لخوفي من الفشل فيها، وخوفاً من نظرة زملائي إلي.

الشعور بالحزن والكآبة يكون أكثر الأوقات، خصوصاً بالصباح وبنهاية اليوم، وعلاقتي مع أصدقائي قلت، وخسرت الكثير منهم، ولا أستطيع تكوين أصدقاء جدد.

أحس بالملل والرتابة معظم الوقت، وأغضب بسرعة، وهذا أثر على علاقتي مع زوجتي، لقد حاولت ممارسة الرياضة، ولكني مللت منها بسرعة.

أفكاري وتخطيطي للمستقبل كلها مشتتة وغير منظمة، كما أنني أعاني جداً عند اتخاذ أي قرار خاص بالعمل، أو بحياتي الشخصية، كما أصبحت أنسى المعلومات، وأعاني عند استرجاعها، أو التفكير بحلول في العمل، وحتى أني أشعر أن عقلي توقف عن العمل.

دائماً عندي حنين إلى الماضي وأفكر فيه بشدة، كما أني أفكر بالموت كثيراً، ليس بقصد الانتحار، ولكني دائماً أدعو الله أن يريحني من الحياة، وأصبحت أبكي كثيراً على حالي.

لقد فكرت أكثر من مرة باستشارة طبيب نفساني، ولكني دائماً أتراجع من خوفي من الأدوية النفسية وتأثيرها.

أرجوكم إذا كان هناك أي دواء يساعدني وبدون آثار جانبية، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلقد ذكرت أعراضاً مهمة تتمثل في عسر المزاج، والشعور بالكدر، وافتقاد الفعالية والدافعية، والنظرة التشاؤمية، والتفكير السلبي، واختلال في علاقاتك الاجتماعية، وعلاقاتك على نطاق العمل، وعدم تذكرك ما هو جميل في حياتك، هذه كلها أعراض الاكتئاب النفسي، والاكتئاب الذي تعاني منه هو درجة بسيطة إلى متوسطة، ليس من الضروري أن يكون هنالك سبب لهذا الاكتئاب، وإن وجد السبب فأرجو أن تسعى لإزالته.

من أهم سبل علاج الاكتئاب التفكير الإيجابي، فكل فكرة سلبية تسيطر عليك لابد أن تكون هنالك فكرة إيجابية مقابلة لها، فحاول أن تتذكر الأفكار الإيجابية وحاول أن تدعمها وأن تعززها، هذا مهم جدّاً.

لابد أن تدير وقتك بصورة صحيحة، مهما ثقلت عليك وطأة هذا الاكتئاب، فالمخرج هو أن تدير وقتك بصورة صحيحة، أن تمارس الرياضة، أن تتواصل مع أصدقائك اجتماعياً، أن تحاول أن تجتهد في عملك، أن تقرأ، أن تروح عن نفسك بما هو متاح ومشروع، أن تكثر من الدعاء والذكر وتلاوة القرآن، هذه كلها حقيقة وسائل علاجية سلوكية مهمة.

لكن سيبقى أمر العلاج الدوائي كجوهر الأمر، العلاج الدوائي مهم، وهنالك دراسات رصينة وقوية ومعتبرة تشير أن اضطراب ما يحدث في مواد كيميائية في الدماغ تسمى بالمرسلات أو الموصلات العصبية، وهذا الاضطراب لا يعرف سببه بالضبط، وأكثر مادة تمركزت حولها الدراسات المادة التي تعرف باسم (سيروتونين)، واتضح وبما لا يدع مجالاً للشك ومن خلال فعالية الأدوية الحديثة، أن مسار هذه المادة حين يصحح سيزول جزء من الاكتئاب النفسي.

فيا أخي الكريم أقدم على تناول الدواء دون أي تردد، ومن أفضل الأدوية التي يمكن أن أنصح بها في مثل حالتك هي العقار الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك) واسمه العلمي (فلوكستين) وهو دواء قديم نسبياً، ظل في أسواق الدواء منذ عام 1988 لكن يعتبر من الأدوية الحديثة وآثاره الجانبية قليلة جدّاً بل تكاد تكون معدومة، وهو لا يحتاج لوصفة طبية.

جرعة البروزاك هي أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، تناولها بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة بانتظام لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعها إلى كبسولتين في اليوم، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا من الأدوية السليمة والفاعلة وغير الإدمانية، وإن شاء الله تعالى سوف تحس بفائدة كبيرة جدّاً منه بعد مضي أربعة إلى خمسة أسابيع من تناول الدواء، حيث هذ هي المدة المطلوبة ليكتمل البناء الكيميائي لهذا الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً