الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج خوف الطفل من الحفلات المصحوبة بأصوات مرتفعة

السؤال

طفلي عمره 5 سنوات، وهو يخاف كثيراً من الحفلات، وهو يدرس بالروضة، لكن -يا دكتور- عندما تقام في الروضة حفلة يبكي ولا يريد الذهاب، وأحياناً أذهب معه لمحاولة إزالة الخوف منه، لكنه أيضاً يرفض الاندماج مع أصدقائه، علماً بأنه اجتماعي مع الأطفال، ووضعه في الروضة جيد، لكن لو حصلت حفلة يتغير وضعه ويسوء، وكذلك الوضع لو أقمنا حفلات عائلية، مثل حفلة نجاح للأطفال، فهو يظل بجانبي، ولا يفرح مثل بقية الأطفال، وهو يراهم فرحين.

علماً أنه في هذه السن الثالثة عملنا حفلة نجاح للأطفال وكان بها إزعاج، وأيضاً مفرقعات، وكنت أرى ابني يبكي ولا يريد رؤية شيء، وكان متشبثاً بي، فماذا أفعل معه؟

حاولت الحديث معه، وأخبرته أن الحفلات يفرح بها الناس، وأذهب به للحفلات، وأكون بصحبته، لكن الخوف يتملكه.

ولك الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذا الطفل -حفظه الله- ترسخ في ذهنه الخوف من حفلات الأطفال، وذلك بعد التجربة التي كان فيها أصوات مرتفعة وإزعاج وضوضاء وأصوات المفرقعات النارية، فأصبح هذا مثيراً للطفل، وأقصد بذلك أن مجرد حضور هذه الحفلات ترتبط في ذهن الطفل تلك الأصوات المزعجة والمفرقعات التي كانت مخيفة له في ذلك الوقت، وأصبحت هي المثير لمخاوفه في الوقت الحاضر.

إذن فالحالة مكتسبة، والعلاج يكون من خلال التوجيه والإرشاد، ونطمئن الطفل، وأن نقدمه بالتدرج لهذه الحفلات، مثلاً في المنزل تقيم له حفلة صغيرة جداً مع إخوته أو مع طفل أو طفلين، واجعليه يشارك مشاركة فاعلة، وهذا الشيء يمكن أن يكرر في المرة التالية ويكون عدد الأطفال أكثر قليلاً... وهكذا، ونحاول أن نعرضه بالتدرج إلى مصدر خوفه.

ثانياً: بما أن الطفل -والحمد لله- اجتماعي أرجو أن تتاح له فرصة المزيد من الاختلاط بالأطفال، وإعطائه الفرصة، اذهبي به إلى المتنزهات العامة ليختلط بالأطفال ويلهي نفسه في الألعاب المفيدة، وهذا يعطي الطفل فرصة، لأن يبتعد عنك قليلاً؛ لأن هذا مهم جداً كوسيلة علاجية.

الأمر الآخر: أرجو أن تستفيدي من الألعاب والدُّمى التي يتفاعل معها الطفل، خاصة تلك التي تصدر أصواتاً، وهنالك الكثير من الألعاب ذات الفوائد التعليمية الكثيرة سوف يستفيد منها طفلك، وفي نفس الوقت سوف تقلل من روعه، هذه هي الأسس الرئيسية للعلاج، والطفل يمكن أن يدرك أشياء كثيرة في هذا العمر، وأرجو أن تسعي لطمأنته، بأن تحفزيه، وأن تشجعيه، طبقي معه طريقة النجوم وهي طريقة تحفيزية، هذا -إن شاء الله- يفيده كثيراً في تطوير مهاراته بصفة عامة.

هنالك أمر مهم جداً، وأنا ذكرته كثيراً، وهو أن تعطى للطفل فرصة أن يختلط ببقية الأطفال، هذا يساعد أيضاً كثيراً، وأرجو أن لا تأخذك الشفقة المطلقة، وتجعلي الطفل دائماً ملتصقاً بك، هذا أيضاً من الأمور التي لا تتيح للطفل الفرصة لتكون له استقلاليته ويعرف كيف يتعامل مع الأطفال الآخرين.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً