الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تشكو من سوء عاقبة النظر إلى الرجال والإعجاب بهم

السؤال

السلام عليكم.
أعاني من مشكلة سببت لي العديد من الضغوطات في حياتي، فكلما أرى شاباً جميلاً أعجب به وأصبح أفكر فيه طوال اليوم، ويشتت تركيزي في القسم وفي البيت أثناء المذاكرة، فأرشدوني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yussra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن ما تعانين منه أيها الفاضلة الكريمة هو نتيجة لإطلاق البصر، وهي نتيجة مؤلمة، وقد جربه قبلك كثيرون وتألم منها كثيرون، ولذلك حذرنا الله سبحانه وتعالى من إطلاق البصر إلى ما حرم الله تعالى.

والفتاة المؤمنة والمرأة المسلمة عموماً أمرها الله تعالى بغض البصر في كتابه الكريم فقال: (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ))[النور:31]، وأمر الله سبحانه وتعالى بغض البصر وأراد بذلك حماية القلب من هذه الآلام التي تعانين منها أنت الآن، وذلك لأن البصر هو بوابة القلب ونافذته، فإذا أطلق الإنسان بصره أرسلت العين المناظر إلى القلب فتعلق به ومن ثم يصاب بما يصاب به من أنواع الحسرات والآلام، وقد لخص بعض العلماء ما يعانيه القلب في بيتين فقال:

متى كنت أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك يوماً أتعبتك المناظـــر
رأيت الذي لا كله أنت قـــــادر *** عليه ولا عن بعض أنت صابر

فهذه هي الحقيقة أيتها البنت العزيزة، أن الإنسان إذا أطلق بصره رأى أشياء لا يقدر عليها أي أنه لا يقدر إلى الوصول إليها، ولا يقدر في نفس الوقت على الصبر عنها، فيقع في أنواع من الحسرات والآلام النفسية، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله وهو ينصح بغض البصر: (كم من نظرة أورثت في قلب صاحبها البلابل والحسرات).

فعلاجك أيتها البنت الكريمة لتتخلصي من هذه الحالة التي أنت فيها أن تلتزمي حد الله سبحانه وتعالى وتقفي عند أمره فتغضي بصرك عما حرم الله سبحانه وتعالى، فإذا فعلتِ ذلك فإن هذا هو العلاج الأكيد والفاعل بإذن الله، ونحن ندرك أيتها البنت العزيزة أن هذا قد يكون فيه صعوبة على النفس؛ لأنه مخالف للهوى، ولكن الإنسان العاقل يدرك أن العلاج قد يكون مر ولكن في العاقبة السلامة والعافية.

وهذا من هذا، فإنك بمجاهدتك لنفسك وتجنب النظر إلى ما حرم الله عليك من الرجال الأجانب تداوين نفسك وتداوين قلبك، وإن كان تناولك لهذا الدواء يحتاج إلى جهاد ومصابرة ولكن كوني على ثقة بأن الله عز وجل إذا علم منك الصدق والإخلاص وعلم منك حرصك على تجنب الحرام فإنه سبحانه وتعالى سيعينك، وقد قال في كتابه الكريم: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))[العنكبوت:69]، واشغلي نفسك بشيء نافع في دين أو دنيا، وتجنبي الخلوة في هذا الوقت التي تعرض لك الأفكار حتى تنقطع عنك بإذن الله سبحانه وتعالى، نسأل الله تعالى لك الهداية والإعانة والسداد والتوفيق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً