الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة اليمين على من أقسم ألا يشاهد المسلسلات ثم لم يبر بقسمه

السؤال

أقسمت بالله ألا أشاهد المسلسلات، لكني ضعفت ولم أبر بقسمي، فماذا أصنع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Khadija حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحباً بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.
نحن نشكر لك أولاً هذه العزيمة العالية في تجنب الحرام، والتي دفعتك إلى أن تحلفي اليمين لتجنب مشاهدة المسلسلات، وهذه العزيمة في الخير أنت مأجورة عليها -بإذن الله سبحانه وتعالى- ولكننا في الوقت ذاته نتمنى أن تأخذي بالأسباب التي تعينك على تنفيذ هذا الخير الذي عزمت عليه، فهذه المسلسلات إذا كانت فيها مشاهد محرمة وأصوات موسيقية محرمة، فإنه لا يجوز لك النظر إليها والاستماع لها، ومما يعينك على تجنبها أمور:
أول هذه الأمور: تذكر العقوبة؛ فإذا تذكر الإنسان عقوبة الذنب يقلع من قلبه الميل إليها والتشهي بها، فحاولي أن تذكري نفسك بهذه العقوبات، وخير ما ينفعك في هذا أن تستمعي إلى مواعظ تذكرك باليوم الآخر، تذكرك بالنار وما فيها، وبالجنة وما أعد الله عز وجل فيها لأحبابه وأوليائه الطائعين، والمواعظ التي تذكرك بالعرض على الله سبحانه وتعالى أمام الخلائق يوم القيامة، وبالقبر وما فيه من شدائد، فهذا النوع من المواعظ من شأنه أن يحيي القلب، وأن يدفع عنه الغفلة، ويقلع منه حب المعصية والهوى.
الأمر الثاني من الأمور التي تعينك على تجنب هذا الحرام: الاستعاضة عنه بالحلال، فإن الله عز وجل لم يحرم شيئاً إلا وأباح من الحلال الطيب ما يغني عنه، وهذه سنته سبحانه وتعالى في كل المحرمات التي حرمها، وهذا الباب الذي أنت فيه هناك ما يُغني عنه من الأشياء المباحة، كالاستماع إلى قصص الأنبياء وقصص الصالحين، والاستماع إلى قصص التاريخ الإسلامي، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك، فهذا فيه منفعة، وزيادة علم، ومعرفة وعبرة وعظة، ومع ذلك يُجنب الإنسان نفسه الوقوع في معصية الله تعالى.
الأمر الثالث: أن تحاولي جاهدة أن تشغلي نفسك، فإن النفس إن لم تُشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل، فحاولي أن توجدي لنفسك الأنشطة النافعة، وخير ما يعينك على ذلك التعرف على الفتيات الصالحات الطيبات، وكذلك النساء الصالحات، فتحضري معهنَّ مجالس العلم والذكر، وتتشاركنَ في الأمور النافعة، وفي هذا - إن شاء الله - شغل عن المحرم.
وأما عن يمينك أيتها الابنة، فما دمت خالفت هذه اليمين وحنثت، فعليك أن تكفري كفارة يمين، وكفارة اليمين كما أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإذا عجز الإنسان عن واحدة من هذه الثلاث الخصال، انتقل إلى صيام ثلاثة أيام، فيصوم ثلاثة أيام، والأولى أن تكون متتابعة، وله أن يصومها متفرقة، ولكن من الأفضل أن تكون متتابعة.
أما إطعام المسكين الواحد فيكون بمدٍ من الطعام الغالب في البلد الذي أنت فيه، فإذا كان الناس يأكلون الأرز، فإن المد يساوي سبعمائة وخمسين جراماً تقريباً من الأرز، فيعطى كل مسكين هذا القدر من الأرز، وأما الكسوة أن يُكسى كل مسكين ما تصح به صلاته، أي ما يستر عورته التي لابد من سترها لتصح الصلاة.
وإذا كفرت عن اليمين فقد انحلت يمينك ولا يلزمك شيء بها مرة أخرى، لكن يلزمك مع هذا التوبة إذا كان في النظر إلى المسلسلات شيء من الحرام.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير ويعينك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً