الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من المجهول والقلق على الأفراد المحيطين بالإنسان

السؤال

تأتيني حالة من خوف شديد، وكأني سأموت الآن، وحالات من ضيق وتعب، لدرجة شعوري الدائم بالتعاسة والكآبة، أخاف من كل شيء حولي، من المستقبل، ومن الزواج بشكل فظيع، لدرجة أن أخي سيقدم على الزواج من فتاة، وأنا خائفة عليه، لا أريده أن يتزوج بها، وأخاف كثيراً إذا فقدت أي فرد من أسرتي، وهذا ما يسبب لي رعشة وخفقاناً بالقلب، ودوخة باستمرار، فهل أنا بهذه الأعراض مصابة بالاكتئاب؟

مع العلم أني لم آخذ أي علاج سوى الرقية لكنها لم تشفني، وما زلت أعاني! فهل لديك علاج لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيظهر أن لديك شخصية حساسة وقابلة للقلق والتوتر، وهذا لا يعتبر مرضاً، إنما هي سمة من صفات الشخصية، والنوبات التي تحصل لك نسميها بنوبات الهرع أو الهلع، وهي نوع من القلق النفسي الحاد الذي يحدث لبعض الأشخاص الذين لديهم الاستعداد والقابلية للقلق النفسي في الأصل.

هذه المخاوف دائماً يعالجها الإنسان بأن يناقش نفسه: ( لماذا أخاف؟ لماذا لا أغير فكري؟ ولماذا لا أكون أكثر طمأنينة؟ ) أسأل الله تعالى أن يثبت قلبك، وأن يجعلك أكثر اطمئناناً.

بالنسبة للرقية الشرعية كرريها عدة مرات، ففيها - إن شاء الله - خير كثير جداً، أما بقية العلاج فيكون بأن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين مهمة ومفيدة جداً، ويمكنك من خلال محركات البحث في شبكة الإنترنت أن تتعرفي على طرق تمارين الاسترخاء، وهنالك طريقة تسمى بطريقة جاكبسون وتعتبر من الطرق المفيدة جداً.

أنت في حاجة إلى علاج دوائي بسيط جداً، وعرف عنه أنه مزيل للمخاوف والتوتر والقلق، وأنا لا أعتقد أنك مصابة باكتئاب، أنت مصابة بقلق المخاوف والذي ظهر في شكل نوبات الهرع، ويظهر أنه لديك استعداداً لذلك، أما عسر المزاج الذي تعانين منه هو أمر ثانوي وليس بأمر أساسي، ولا نعتبر ذلك اكتئاباً نفسياً.
الدواء المفضل في حالتك هو ( سبرالكس Cipralex ) والاسم العلمي هو ( استالوبرام Escitalopram ) ولا يتطلب وصفة طبية، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة (10) مليجرام ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر ارفعي الجرعة إلى (20) مليجرام، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى (10) مليجرام، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها (5) مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرام، واستمري على هذه الجرعة البسيطة لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله، وهذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة والممتازة، والتي ليس لها آثار جانبية مضرة.

بجانب السبرالكس هنالك دواء مساعد بسيط، يعرف باسم إندرال، أرجو أن تتناوليه بجرعة (10) مليجرام صباحاً و(10) مليجرام مساء لمدة شهر، ثم اجعليها (10) مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، ويتميز الإندرال بأنه يخفف كثيراً من الأعراض الفسيولوجية المصاحبة للقلق، وهذه الأعراض الفسيولوجية تتمثل في سرعة ضربات القلب، والذي هو ناتج من إفراز مادة تسمى الأدرينالين، والإندرال بالطبع سوف يوقف الرعشة تماماً، وكذلك الدوخة.

أرجو أن تطبقي هذه التعليمات، وأن تتناولي الدواء الذي وصفناه لك، وانظري إلى المستقبل بإيجابية، وعليك بأن تكثري من النشاط الاجتماعي، اذهبي إلى أماكن تحفيظ القرآن، وشاركي في الأعمال الثقافية والتطوعية والخيرية، وعليك بالصحبة الطيبة، وعليك بالدعاء، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

وللفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الخوف من المجهول سلوكياً (262008 - 259784 - 110736).

الخوف النفسي عند المرأة من الزواج (279873 - 110524 - 110337 - 241825).
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً