الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذب من يتعامل مع الجن فيما يزعمونه من إدراك وقت زواج أحد من الناس

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 24 سنة، جاءني حتى الآن أكثر من 10 شباب يريدون خطبتي لكن لم أوافق؛ لعدم قناعتي بهم ولأسباب أخرى.

اكتشفت بالصدفة عن طريق إحدى النساء التي تتعامل مع الجن أنه قد كتب لي بعدم الزواج حتى أبلغ من العمر 45 عاماً، وسألت بعدها أكثر من شخص يعرف بهذه الأمور وأجابوني بنفس الجواب، والمرأة التي كتبت لي هي إحدى أقاربي وأنا حالياً بحالة نفسية سيئة.

أريد الاستشارة ماذا أعمل؟ مع العلم أني أعلم أن الذهاب إلى المتعاملين مع الجن حرام، وأنا فتاة جميلة ولا أريد أن أقع في الحرام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
نحن نشكر لك ابنتنا العزيزة حرصك على التعفف والابتعاد عن الحرام، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا سبباً لسعادتك في الدنيا والآخرة، فإن تقوى الله عز وجل والوقوف عند حدوده من أعظم أسباب الأرزاق وتفريج الكربات، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:3].
كما أن الوقوع في المعصية من أعظم أسباب الحرمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه).
فنحن نشد على يديك وندعوك إلى الثبات على طريق التعفف، واعلمي بأن هذا من أعظم الأسباب الجالبة للزواج بإذن الله سبحانه وتعالى.
أما عن ما أخبروك من شأن أنه عُمل لك عمل أو نحو ذلك، فإن هؤلاء الذين يتعاملون مع الجن ويدّعون معرفة الأمور والغيب ونحو ذلك هم أكذب الناس كما أخبر الشرع عنهم، وكما عرفناهم من الواقع، وهم أجدر الناس وأولى الناس بأن لا يصدقهم أحد، وأن لا يركن إليهم أحد، فاحذري من أن تقعي في حبائلهم وشِراكهم، والاعتماد عليهم لا يزيد المريض إلا مرضاً، ولا يزيد العليل إلا علة، ولا يزيد الحزين إلا حزناً، فليس فيهم خير يقدمونه، وليس بأيديهم من الأسباب الشرعية ما يُدفع الضر، والاعتماد عليهم لن يزيد الإنسان إلا ضيقاً وضنكاً، فاحذري كل الحذر من أن تميلي إليهم أو تذهبي إليهم وتصدقيهم فيما يخبرون.

ونحن نشكر لك علمك بأنهم يتعاملون مع الجن، وأنه يحرم الذهاب إليهم والتعامل معهم، ولكن ندعوك إلى الثبات على هذا، وأن لا يستزلك الشيطان تحت تأثير الضعف أن تقعي في حبائلهم وشِراكهم.

واعلمي أيتها الكريمة أن قدر الله سبحانه وتعالى نافذ لا محالة، وبأن مقادير الناس قد كُتبت قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وأن الناس كلهم لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لا يستطيعون نفعك إلا بما قدره الله عز وجل لك، كما أن الناس جميعاً لا يستطيعون أن يضروك أو يحرموك من شيء إلا بما قدره الله عز وجل عليك، فكوني على ثقة من هذا، وأن الله عز وجل وحده الضار النافع المعطي المانع الخافض الرافع، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الاعتقاد المُحكم الذي به راحة النفس وانشراح الصدر، فثقي بالله سبحانه وتعالى، واعلمي بأنه وحده سبحانه وتعالى مدبر الخلق المتصرف في الناس، فالجئي إليه سبحانه وتعالى بصبر واضطرار، وأكثري من ذكره، وداومي على ذكره، ولا سيما الأذكار الموظفة (أذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ ودخول الحمام والخروج منه) وداومي على الصلوات في أوقاتها، وأكثري من قراءة القرآن، فإن هذه التي تدفع عنك الشياطين وغوائل أعمالهم.

ولا بأس أيتها الكريمة بأن ترقي نفسك بنفسك، فإن الرقية الشرعية تنفع بإذن الله تعالى مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل، ولا بأس بأن تستعيني بالثقات المعروفين بصلاح الدين ظاهراً والاستقامة على السنة، مِنْ مَن يحسنون الرقية الشرعية، فيعينونك على هذا، فإن كان ثم شيء من أذى سيزيله الله عز وجل بإذنه، وإلا فاعلمي أن القدر نافذ لا محالة وأن الله سبحانه وتعالى قد يؤخر عنك الشيء الذي تحبينه لحكمة يعلمها، فإنه سبحانه وتعالى أعلم بما يُصلح هذا الإنسان، فإن كثيراً ما يكون الإنسان متعلقاً بالشيء محباً له مريداً تحصيله عاجلاً والله عز وجل يعلم أن الخير في خلاف ذلك، فقد قال سبحانه وتعالى: ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))[البقرة:216].

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول كيفية الرقية من السحر 228106 - 2669- 2027.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً