الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصحو فجأة من نومي على خفقات قلبي شديدة وجفاف في فمي، فما التشخيص؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذه الصفحة المفيدة بارك الله بجهودكم.
أولا بدأ حالتي التي سأشرح بالتفصيل من أجل أن أعلمكم بكل ما يحدث لي من أعراض.

قبل رمضان الماضي بشهر تقريبا كنت أشعر أن جسمي ضعيف، وقواي ليست عادية، وكنت مرضعا، وكنت أعزو ذلك الضعف للرضاعة, وخاصة الغثيان الذي يصيبني فجأة، وخاصة في منتصف الوجبة التي أتناولها، وكانت بين الفينة والأخرى، أصحو فجأة من نومي على خفقات قلبي شديد، وجفاف في فمي شديد جدا، ورجفة بجسمي ورجلي خاصة لساعتين.

وبعد ذهاب الأعراض أبقى طوال النهار منهكة، حتى بدأ رمضان وباشرت الصيام، وزادت هذه الأعراض بقوة، صارت يوميا في النهار والليل تأتيني مع دوخة شديدة في رأسي، وطلبي لتناول الحلو بشكل فظيع؛ لأني أشعر أن جسمي يحرق السكريات.

وزادت فيّ كتمة في صدري وتشنج، وكأني أختنق، وذهاب النوم، حتى لم أعد قادرة أن أسترخي استرخاء، ولا أغمض عينيّ.

طبعا لم أصم رمضان، ونفسيتي تعبت أكثر، ولم أترك طبيبا طوال رمضان، لا أحد يعرف حالتي ووجعي! وازددت سوءا وعصبية وتوترا وخوفا على ولدي وأنا بغربتي.

حتى نزلت لبلدي ونفس الدوامة من طبيب لطبيب، وكل التحاليل الدموية والهرمونية
والصور الشعاعية من درق وقلب وحوض وكلى ومرارة، والله لم يبق تحليل أو صورة لم أجرها، وكل شيء سليم ـولله الحمدـ.

بعدها تناولت أنديرال نصف حبة صباحا ونصف مساء مع دامتيل 50 3 مرات يوميا لشهرين، وجدت الفرق كبيرا، وخلالها صمت الأيام التي فاتتني من رمضان، بعدها وأثناءها لم تأت الدورة، فطلب الطبيب وقف دامتيل الآن وتوقفت عن تناوله... والحمد لله جاءتني الدورة ولو أنها غير منتظمة بعد، وتناولت لشهر انديرال حبة صباحا ومساء وبعدها حبة يوميا، والآن حاليا أتناول حبة عند اللزوم.

سؤالي دكتورنا هل هي حالة نكس أعود إليها؟ وخوفي أن تكون في رمضان؛ لأني حاليا لا أتحمل الجوع، ومباشرة أشعر بغليان بجسمي وحرارة داخلية عندما أجوع، ويبدأ جسمي يرجف حتى آكل بسرعة، ويظل جسمي بعدها منهكا لساعات، وهل إذا تناولت لكسوتان عيار 1.5 عند الضرورة ونصف حبة يؤثر بشيء على صحتي وجسمي خاصة وقت رجفة جسمي؟ وهل أستطيع أن أصوم الشهر الفضيل بدون دوخة ولا خفقة ولا رجفة؟

أرجوكم أفيدوني على أسئلتي، لأني حاليا ـ الحمد لله ـ أعراضي جدا ضعيفة، وعلى حبة انديرال وقت اللزوم أرتاح، وما عواقب ما يحدث معي؟ وما آخر حالتي؟

بارك الله فيكم، وأطلنا عليكم.. سامحونا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالتك تشير على أنك تعانين من قلق نفسي، وهذا القلق يظهر في صورة مخاوف نسميها بنوبات الهلع أو نوبات الهرع، وهي تشكل الكثير من المضايقة والشعور بعدم الطمأنينة، ويدخل الإنسان أيضًا في حالة وسواسية خوفًا من أن هذه الحالة سوف تنتابه في المستقبل، هذا هو التشخيص الراجح لحالتك.

من وجهة نظري أن الإندرال لوحده لن يكون علاجًا مفيدًا، كما أن اللوكستنين لا نحبذه كثيرًا لأنه يعالج الأعراض فقط ولا يقضي على جوهر القلق والمخاوف والتوتر.

عقار (دامتيل) جيد لكن يعاب عليه أنه يرفع هرمون الحليب لدى النساء؛ مما ينتج عنه اضطراب في الدورة الشهرية، وهو ليس بالعلاج المتميز للمخاوف، إنما يعالج القلق فقط، لذا الذي أود أن أقترحه عليك هو أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف ونوبات الهرع، وستجدي فيه إن شاء الله خيرًا كثيرًا، وسنكون حريصين أن لا يسبب لك الدواء أي نوع من الآثار الجانبية السلبية.

هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (لسترال) ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) أعتقد أنه سيكون خيارًا جيدًا لعلاج حالتك.

حبة اللسترال تحتوي على خمسين مليجرامًا، يمكن في البداية أن تتناولي نصف حبة لمدة عشرة أيام، تناوليها ليلاً بعد الأكل، وبعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، هذا دواء ممتاز، دواء فاعل، وغير إدماني وغير تعودي ولا يؤدي أبدًا إلى اضطرابات في الدورة الشهرية.

الدواء الآخر والموازي للسترال في الفعالية هو عقار سبرالكس، وهذا كثيرًا ما يوصف لعلاج نوبات الهلع والهرع التي تنشأ من القلق النفسي، والجرعة المطلوبة في حالتك هي بسيطة، تبدئين بنصف حبة - أي خمسة مليجرام - تناوليها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع إلى حبة كاملة، وتستمرين عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

إذن أمامك أحد الخيارين، فكلاهما جيد وممتاز، وربما يكون اللسترال أرخص سعرًا من السبرالكس، وهذا فارق أساسي بين الدواءين.

الإندرال تناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقفي عنه، ولا مانع من تناوله عند اللزوم.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا أرى أبدًا ما يمنعك من صيام الشهر الفضيل، وإن شاء الله تعالى أحوالك سوف تتحسن تمامًا، وهذه الدوخة والخفقان والرفقة كلها ناتجة من المخاوف والتي لم تعالج بصورة صحيحة، لكن تناولي أحد الأدوية التي ذكرناها وسوف يقضي على هذه الأعراض تمامًا إن شاء الله تعالى.

بجانب ذلك أنصحك بأن تتدربي على تمارين الاسترخاء فهي جيدة جدًّا، وللتدرب على هذه التمارين يمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو CD من أحد المكتبات الكبيرة، أو تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة جدًّا ومفيدة جدًّا.

أرجو أن تكوني إيجابية في تفكيرك، هذا مهم جدًّا: أنت لديك عوامل استقرار بفضل الله تعالى، ولديك الزوج، وقد رزقك الله تعالى الذرية، ولابد أن حياتك أيضًا فيها إيجابيات أخرى كثيرة، أرجو أن تديري وقتك بصورة صحيحة ولا تتركي أي مجال للفراغ ليشغلك.

إذا كان هنالك إمكانية للمارسة رياضة بسيطة مثل رياضة المشي هذا فيه أيضًا خير كبير جدًّا لك؛ لأنه سوف يجدد طاقاتك الجسدية وطاقاتك النفسية.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً