الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ شهرين من وساوس وخوف من الموت

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

أنا سيدة أبلغ 32 عاما وأم لطفلين أعاني منذ شهرين من وساوس وخوف مرضي من الموت وعانيت من ضغط منخفض أدخلني المستشفى والتشخيص كان قولونا عصبيا وأسبابا نفسية، تم علاجي باستبلون لمدة شهر ولكني لم أشف تماما مع العلم أني ملتزمة وأحافظ على الصلاة، وبعد الأزمة أصبحت أكثر مداومة على الأذكار والنوافل والقرآن، ولكني لازلت أفكر بالقبر والموت ولحظة الاحتضار ولم أستطع تجاهل الأفكار وأفقدتني متعة الحياة وأصبحت أحس أني مغادرة في أي وقت ولا أستطيع التفكير في أي شيء، التحقت بحلقة لحفظ القران والتجويد ولكن أيضا لازلت غير مطمئنة.

أرجو إفادتي و الدعاء لي بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مصطفى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

-أيتها الفاضلة الكريمة- أن يفكر الإنسان في الموت، وأن يشغل نفسه به في حدود الأمر الطبيعي هذا أمر معقول جداً لكن أتفق معك أن هذه الأفكار في بعض الأحيان تكون متسلطة ومستحوذة ومحبطة جداً؛ وهذا غالباً يكون جزءا من حالة القلق التي تسمى بنوبات الهرع والأمر قد يأخذ الطابع والوسواسي كما ذكرت وتفضلت، والذي خلصت إليه أنك تعانين من قلق نفسي وهذا القلق تتمثل فيه هذه المخاوف الوسواسية وبما أنك تعانين من القولون العصبي فهذا دليل على أن النواة القلقية لديك ربما تكون زائدة بعض الشيء. هذه الأمور طبيعية جداً في حياة الناس أي لا نعتبرها مريضة حقيقة بل هي ظاهرة نفسية لا نتجاهلها بالطبع لأنها مزعجة وأنصحك بالآتي:

أولاً : حالتك بسيطة.

ثانياً: حاولي أن تتجاهلي هذه الأفكار بقدر المستطاع.

ثالثاً: حاولي أن تستبدليها بما هو أطيب، والإنسان حين يفكر في القبر يفكر فيه أنه روضة من رياضة الجنة إن شاء الله، واسألي الله تعالى أن يريك منزلتك من الجنة، ونحسب أنك إن شاء الله تعالى من الصالحين، وفي ذات الوقت يجب أن تفكري بدقة وعمق شديد أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقصه ثانية واحدة فالآجال والأعمار بيد الله تعالى هذا هو المبدأ الأساسي.

أخيراً أيتها الفاضلة الكريمة أرى أنك في حاجة إلى علاج دوائي. الاستبلون ليس هو العلاج الأنفع والأمثل، والعلاج الأفضل والأنفع هو عقار سبرالكسCipralex والاسم العلمي هو استالوبرامEscitalopram هو من الأدوية الفاعلة والجميلة والمتميزة لعلاج مثل هذه المخاوف، وجرعة السبرالكس: المطلوب هي أن تبدئي بجرعة (10) مليجرام تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر ثم ارفعي الجرعة إلى (20) مليجرام يومياً استمري عليها لمدة أربع أشهر ثم خفضي الجرعة إلى (10) مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر ثم اجعليها (5) مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرام استمري على هذه الجرعة الصغيرة لمدة شهر ثم توقفي تناول الدواء ، والدواء من الأدوية الفاعلة والممتازة.

بعض الإخوة ذكروا لي أن هذا الدواء مكلف جداً في مصر ولذا أذكر لك البديل إذا كانت ليس لديك استطاعة للحصول عليه والدواء البديل هو مودباكس والذي يعرف باسم سيرترللين أيضا هو دواء فاعل وجيد وممتاز لعلاج مثل حالتك وجرعة المودباكس المطلوبة هي أن تبدئي بـ(50) مليجرام تناوليها ليلاً بعد الأكل وبعد شهر اجعلي الجرعة حبتين أي (100) مليجرام يمكنك أن تتناوليه جرعة واحدة أو حبة صباحا ومساء المهم هي أن تستمري على المدة العلاجية المطلوبة وهي أربعة أشهر وبعد ذلك خفضي الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى .. ثم إلى حبة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقفي عن تناول الدواء، هذه أدوية جميلة فاعلة ممتازة ومزيل إن شاء الله للقلق والمخاوف الوسواسية ولابد أن تدعميه بالإرشادات السلوكية البسيطة التي ذكرنها لك.

-أيتها الفاضلة الكريمة- أنا سعيد جداً أن أعرف أنك الآن التحقت بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم وللتجويد، وإن شاء الله تعالى سوف تأتيك الطمأنينة.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق محمودستارجبر

    جزاكم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً