الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يعاني من ارتفاع ضغط الدم المتأرجح... فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي هو: الوالد -حفظه الله- يبلغ من العمر (67) عاماً تقريباً، أحس بتعب بأسفل بطنه من ناحية اليسار شديد.

علماً بأنه أحس فيه من قبل الإحساس هذا بأربعة أيام، وذهب لدكتور، ولم يصرف له سوى حبوب مغص فقط، ولكن هذه المرة ذهب إلى المستشفى وأخذوا عليه تحاليل براز وبول، وقاسوا الضغط عنده، ووجدوه مرتفعا 200 على 100 أعطوه إبرة لتخفيض الضغط، وإبرة مسكنة لآلام البطن.

اليوم الثاني ظهرت نتيجة التحليل البراز سليمة، ويوجد لديه التهاب بالبول، وتشنجات بالمسالك، حسب ما يقول الطبيب، صرف له الدواء ciprobay25mg حبتين باليوم، وحبوب buscopan10mg للمغص حبة عند اللزوم، كان يشكو والدي من (زنطاريا) قديما جداً، وأخذ لها دواء، ولكن طلب من الدكتور أن يصرف له علاجا ل(زنطاريا)، صرف له furazol.

زار المستشفى لعمل فحوصات وتخطيط قلب، والكشف على الكلى، وتحليل دم، لمعرفة سبب ارتفاع ضغط الدم -والحمد لله من فضله ومنه سبحانه- النتيجة سليمة، ولا يوجد سوء نسبة سكر.

علماً بأنه عند إجراء الفحوصات كان قد تناول فطورا ولم يصرفوا له سوى 2 من الدواء amlor5mg حبة واحدة باليوم, والدواء الثاني acetab25mg نصف حبة مرتين باليوم.

تم تحويله على مستوصف الحي ومتابعة الضغط، وإليكم جدول الضغط كتالي:

1- يوم الثلاثاء 190 على 100.
2- يوم الأربعاء 190 على 100.
3- يوم الخميس 209 على 107 كان شارب يجيء 10 أكواب قهوة، هل هو الذي رفع الضغط عنده؟

4- يوم الجمعة 230 على 104 وبعد ما أعطوه نصف حبة وجلس ربع ساعة بالمستشفى أعطوه حبة ثانية تحت اللسان، ونزل ضغطه.

بعدها إلى 199 على 97 بعد ظهر يوم الجمعة الساعة 1 والنصف راح يقيس الضغط بالمستشفى طلع 170 على 100 وقال له الدكتور يأخذ حبة acetab25mg كاملة مرة واحدة باليوم، بدل من كسرها نصفين بالصباح وبالمساء.
5_ يوم السبت قياس الضغط 180 على 100.
6_ يوم الأحد 210 على 100.

بعد ذلك أعطاه الدكتور موعدا بعد أربع أيام لقياس الضغط.

السؤال هنا أريد أن أعرف سبب تدحرج ضغط الدم هكذا، وهل هو طبيعي أم لا؟! ومتى يتحسن الضغط عنده؟

علماً بأني سمعت مقولة لا أعلم عن صحتها، وهي احتمال يكون ضغط الدم مرتفعا من فترة شهر وأكثر عند والدي، وتعود الجسم على الارتفاع، ولم يعلم بذلك، حيث لم يحس بأعراض، لولا الصدفة لما اكتشف ارتفاع الضغط، ويقولون حتى ينزل لابد أن ينزل تدريجياً ويأخذ وقتا، فهل هذا صحيح؟ وكم من الوقت يؤخذ حتى يعتدل؟ وهل الأطعمة يمكن أن ترفع ضغط الدم، وهو يستخدم العلاج، يعني الطعام تأثيره قوي والدواء لا يسيطر عليه؟ فما نوع الأطعمة المسموحة والأطعمة الممنوعة، حيث أني بحيرة من أمري؟

استبعدنا ملح الطعام نهائيا، وجميع المعلبات التي بها صوديم أو ملح وأنواع الدهون ماعدا زيت الزيتون ويأكل كل يوم فصين من الثوم، وشراب الكركديه (الغجر) كأس بارد صباحاً، فهل يجوز أن نضع له قليلا من الملح بالطعام، حتى يستسيغ الأكل؟ لأنه على هذه الحمية من 7 أيام، ولم يضبط الضغط تماماً، وإذا كنا نستطيع أن نضع له من الملح بالطعام كم الكمية؟

الفطور ومساءً بعد العشاء تركتها يومين، وبعدها رجعت أعطيه الثوم والكركديه، فهل هناك خضروات أو فواكه ممنوعة ترفع ضغط الدم؟ ماء زمزم به صوديم وأنا أعطي والدي منه لأنه كما تعلمون له فوائد، فهل يضره؟ وهل يشرب قهوة وشاهي؟ وكم الكمية في اليوم؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلى الأكثر أن الوالد عنده ارتفاع ضغط من فترة طويلة، فكثير من الناس لا يعلمون أن عندهم ارتفاعا في الضغط؛ لأنهم لا يشكون من أي شيء؛ لذا يسمى القاتل الصامت، حقيقة الوالد يحتاج لعلاج لتخفيض الضغط، حتى يصل إلى (150-16090-95)، ففي مثل سنه لا يجب تنزيل الضغط كثيرا، لأن تنزيله كثيرا قد يسبب أعراضا مثل الدوخة.

عند بدء أي دواء فإنه يأخذ من أسبوع إلى أسبوعين، حتى يصل الدواء إلى أعلى نسبة من تخفيض الضغط، لذا فإنه إن لم يتم تخفيض الضغط بعد أسبوعين على العلاج فإنه يجب إما إضافة دواء آخر أو تغيير الدواء.

أما بالنسبة للإجراءات غير الدوائية فإن كان الوالد بدينا فيجب تنزيل الوزن، وعليه بالمشي اليومي إن أمكن؛ لأن تنزيل الوزن من الأمور التي تساعد على ضبط الضغط.

من ناحية أخرى عليه التوقف عن التدخين إن أمكن، وعليه أيضا التقليل من الدهون، والتقليل من الملح في الطعام، والتقليل من الأطعمة المالحة كالمخللات، والتقليل لا يعني المنع النهائي، فيمكن إضافة القليل لإعطائه المذاق.

عليه تناول الكالسيوم، فمثلا كوبان من الحليب القليل من الدسم أو كوب حليب، وكوب لبن قليل الدسم.

أما بالنسبة لماء زمزم فإن الليتر يحتوي على (250) ملغا في الليتر.

بالنسبة لمرضى الضغط المفرط، الذي يتأثر بأي شيء مالح، فينبغي لمريض الضغط الشرب من ماء زمزم دون إكثار منه، لأنه ماء مبارك وفيه شفاء، بحيث يتناول المريض المصاب بالضغط الشيء القليل من ماء زمزم، الذي ينال به الشفاء، ولا يرفع الضغط.

بهذا يكون المريض عمل بالنص الشرعي، وهو التبرك والتداوي بماء زمزم، وعدم الإكثار في استعماله إذا كان يسبب ارتفاع الضغط لديه.

بالنسبة لمريض الضغط فإنه ينصح بتقليل الملح إلى ما يعادل 2 غرام من الصوديوم، وهذا يعادل (5) غرامات من الملح يوميا، وماء زمزم، فإن الليتر يحتوي على (250) مليغرام في الليتر، أي أنه إذا تناول كوبا من ماء زمزم فإنه يحتوي على 60 ملغ من الصوديوم، ويمكنه تناول كوب، ويحسب كمية الصوديوم التي يتناولها يوميا، بحيث لا تزيد عن 2 غرام صوديوم أو ما يعادل 5 غرامات من ملح الطعام في اليوم.

عليه أيضا أن يتناول الخضار والفواكه الطازجة، وأهم شيء المتابعة مع الطبيب، لتعديل الأدوية حتى يتم التحكم بالضغط.

من ناحية أخرى فإن لم يتم التحكم بالضغط فيجب أن يتم إجراء صور للكلى لاستبعاد تضيق الشريان الكلوي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً