الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقبل الزواج من رجل ذي دين وخلق ومعدد ودخله جدا محدود؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أسال الله العلي القدير أن يجازي خيرا كل من يسهر على هذا الموقع، وأن يوفقهم لما يحب ويرضى.

أبلغ من العمر  عاما، وقد جاءني من الخطاب الكثير، لم أكن أشترط إلا الدين والخلق، ولا أرد أحدا، ولكن الله لم ييسر في أي منهم، والآن جاءني رجل على دين وخلق حسن، ولكن له زوجتان و أبناء، ودخله جدا محدود، وسيسكنني في بيت قديم جدا، في حي يغيب فيه الصرف الصحي.

أمي ترفض بحجة أنها لا تريد رؤيتي ذليلة أذهب من بيت عز إلى فقر مدقع، هل أقبل بهذا الزوج الذي يقول أنه يريد إحياء سنة التعدد والحد من العنوسة؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن ييسر لك الخير حيث كان إنه ولي ذلك ومولاه.

أختنا المباركة شكر الله لك حرصك على البحث عن رجل متدين، وبارك الله فيك، ولكن هناك عدة اعتبارات ينبغي أن تكون حاضرة في ذهنك:

أولا: ليس ممنوعا أن تتزوج المرأة رجلا متزوجا قبل ذلك سيما إذا كان صاحب دين وخلق ويراعي الله فيها.

ثانيا: إن التعدد لأجل الحد من العنوسة أمر جيد، ونسأل الله أن يثيب الأخ عليه خيرا.

ثالثا: هناك أمر وهو أن البيت الذي ذكرته، وعدم وجود صرف صحي في المكان، فهذا أمر فيه مشقة، وكذلك عدم قدرته المالية مع وجود أبناء له -نسأل الله أن يحفظهم- أمر يحتاج إلى نفقة، ولابد لك أن تتوقفي أمام نفسك ولا تتسرعي باتخاذ قرار تحت أي ضغط ولو كان العمر، عليك أن تسألي نفسك هل تقدرين على تحمل مثل هذه الأمور أم لا؟

رابعا: أتمنى عليك أن تجلسي مع نفسك، وأن تطرحي أي قرارات مسبقة، وأن تستخيري ربك، وأن تسألي عن الرجل أكثر، فإن الأخذ بالأسباب من التوكل على الله.

خامسا: إن وجدت الأمر مقبولا، وتستطيعين ببعض المشقة المحتملة أن تتعايشي مع الوضع الجديد بعد أن استخرت واستشرت فتوكلي على الله، فالزواج نعمة من الله، وعسى الله أن يفتح عليه أبواب الرزق، وأن يسعدك ويعينك على أمر دينك ودنياك.

سادسا: أما إذا وجدت عدم إمكانية الحياة هكذا، فأرى ألا تتسرعي بالقبول، وأن تتريثي وتدرسي الأمر أكثر.

وفي الختام نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يختار لك ما فيه صلاحك في الدارين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً