الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بخفقان منذ 6 أشهر، فهل هو مرض جسدي أم نفسي؟

السؤال

أنا فتاة عمري (18) عاماً، أعاني من خفقان منذ (6) شهور، ذهبت إلى الطبيب في شهر (4) وعرضت له حالتي، فصرف لي علاج (indlcardin) وأعطاني موعداً في شهر (7) وقال لي إذا لم تنفع من المحتمل أن يكون ارتخاء في الصمام الميترالي، لم أصبر إلى شهر (7) لأن الموعد بعيد، ذهبت إلى طبيب آخر فركبت جهاز مراقبة ضربات القلب وذهبت إليه اليوم لأعرف النتيجة، وقال لي إنها جيدة، وقال تعالي بعد شهرين لأعمل لك الأشعة التليفزيونية.

بالمناسب إذا ذهبت إلى النوم أشعر بضربات القلب في قدمي، فما تعليل ذلك؟ وأثناء يومي أشعر بضربات القلب في رأسي، وإذا ضغطت على أصبعي الإبهام والسبابة أشعر بالضربات، والضربات أشعر بها في كل جسمي، وحتى ظهري إذا تسطحت، فهذا الشيء يجعلني أشعر بالقلق والخوف والتوتر كثيراً، والمشكلة ليست في هذا كله، بل إنني أعاني منذ فترة من شيء في القلب، وكأن القلب يتكهرب وتذهب كهرباء القلب إلى أعلى! فما هذا الشيء؟ وما هي القسطرة؟ وهل أحتاج إليها؟ وهل هي خطيرة؟ وهل مريض القلب يشفى - بإذن الله - أم أن أمراض القلب مزمنة؟ وهل جهاز مراقبة ضربات القلب يحلل كل الضربات التي في الجسم مثل الأقدام؟

أرجو الإجابة، لأن حالتي النفسية منذ وجود هذه الكهرباء سيئة جداً، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالذي تلمسته وبصورة واضحة جدًّا أن العامل النفسي هو المكون الرئيسي لحالتك، ونحن نحرص أشد الحرص بألا نخلط بين الأمور العضوية والأمور الجسدية، وكذلك النفسية.

المؤشرات التي تشير أن حالتك النفسية كثيرة جدًّا، مثلاً ما ذكرته حول وجود كهرباء وهي سيئة جدًّا، وقولك الإحساس كأن القلب يتكهرب وتذهب كهرباء القلب إلى أعلى، هذا ليس أمرًا معقولاً، هذا لا يحدث أيتها الفاضلة الكريمة، الذي تحسين به هو ناتج من القلق النفسي، وناتج من التوتر النفسي، ويعرف أن بعض حالات القلق، خاصة ما نسميه بنوبات الهرع والهلع، وهو نوع من القلق الحاد الشديد الذي يحس فيه الإنسان بخوف وتتسارع فيه ضربات القلب، هذا من أكبر مسببات مثل هذه الحالات.

أنا أنصحك بإكمال الفحوصات الطبية، وكل الذي تحتاجينه الآن هو إجراء ما يسمى بالإيكو، والذي يعرف بالموجات الصوتية للقلب، وهذا فحص بسيط جدًّا لا يستغرق أكثر من ربع ساعة، قومي بهذا الفحص، ومن وجهة نظري كل الأمور سوف تكون سليمة - إن شاء الله تعالى - وحتى إن كان هنالك ارتخاء في الصمام الميترالي، هذه حالة تعتبر حالة طبيعية جدًّا يعاني منها أكثر من عشرة بالمائة من الناس، وأنت لست في حاجة لقسطرة للقلب، من وجهة نظري ليس هنالك ما يدعو لكل ذلك.

الفحوصات - إن شاء الله - سوف تكون سليمة، وبعدها يجب أن تكون لديك القناعة أن هذه الحالة حالة نفسية قلقية بسيطة، وعلاجها بسيط جدًّا، هنالك أدوية مضادة للقلق كثيرة ومعروفة جدًّا لدى الأطباء، وسوف يقوم الطبيب بوصفها لك، وبجانب ذلك ربما يكون من الأفيد لك أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة ومفيدة جدًّا، ولمعرفة كيفية تطبيقها يمكن أن تتحصلي على (CD) أو كتب أو شريط من إحدى المكتبات، أو يمكنك الاطلاع على أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

من الضروري جدًّا أن توجهي طاقاتك نحو دراستك ونحو المعرفة، ولا تتركي للفراغ مجالاً ليسيطر عليك، بالطبع من حقك أن تأخذي قسطاً كافيًا من الراحة، أن تتواصلي اجتماعيًا، أن ترفهي عن نفسك بما هو مشروع، أن تركزي في عباداتك، وأن تكوني دائمًا في معية الله... هذه أمور تساعد الإنسان كثيرًا، وهي ضرورية جدًّا.

الجزء الأخير في سؤالك: هل جهاز مراقبة ضربات القلب يحلل كل الضربات التي في الجسم مثل الأقدام؟

القلب هو العضو المركزي الذي تنشأ منه الضربات، فإذن ليس هنالك حاجة أصلاً لمعرفة الضربات الطرفية؛ لأن منشأها هو القلب، هذا الجهاز يرصد كل ضربات القلب، ويعرف أن جميع الناس لديهم درجة ما من الضربات غير المنتظمة - هذه حقيقة - والأطباء يعرفون ما هي النسبة المقبولة والمعقولة من الضربات غير الطبيعية، وما هي النسبة بالنسبة للضربات المرضية، فأرجو أن لا تنزعجي في هذا الأمر، وأنا لديَّ تجارب شخصية مع هذا الجهاز، فقد قمتُ بهذا الفحص عدة مرات، وهو فحص بسيط جدًّا، وليس هنالك ما يدعوك أبدًا لأن تشغلي نفسك حول طبيعة هذه الضربات، ومن وجهة نظري أن الأمر في جوهره هو قلق نفسي وليس أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً