الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى سوف أشعر بالرضا عن النفس؟

السؤال

توفي زوجي فجأة, وكانت علاقتنا طيبة, وأنا كنت عونا له في هذه الدنيا, ولم أقصر في واجباته, وأنجبت له خمسة أطفال, وبدأت معاناتي بعد وفاته فأصبحت أشعر بالندم على بعض تصرفاتي معه, وألوم نفسي على كل صغيرة وكبيرة, وألوم نفسي أكثر على بعض الذنوب والمعاصي التي لم يعرفها هو
-سترها الله علي- والله إني صابرة, ولكني أيضا أريد أن أعلم على أي ناحية يحكم الناس علي بأني طيبة هل لأني متواضعة أم لأني مغفلة أتعاطف مع الناس بسرعة أم لأن وجهي بشوش أبتسم بوجه الجميع, ولا أرد أحدا؟!

أنا في حيرة ومعاناة, متى سأشعر باستقرار نفسي؟ أنا الآن في فترة العدة, مضى منها شهران, أحاول أن أشغل نفسي بأبنائي, ولكني أحيانا لا أسيطر على نفسي فهي مزيج من حرقة الفراق, وتأنيب الضمير على كل ذنب ومعصية ارتكبتها في حياتي, أنا موظفة, وكنت أساعده براتبي كله, لأنه رحمه الله رجل محترم, وتقي, خائفة على نفسي من أن أقع بمرض نفسي, وينكشف ما ستره الله علي, أرجوكم ساعدوني, فقد تبت واستغفرت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك من كل مكروه, وأن يرزقك الإخلاص والقبول.

أختنا الفاضلة ما من أحد خال من الذنب، والله عز وجل رب رحيم ودود يقبل دعوة التائب ويعفو ويغفر ويصفح، وأنت قد تبت لله توبة صادقة فيما نحسب، والتوبة الصادقة تجبّ ما قبلها من المعاصي، فلا تنشغلي بما مضى من ذنب مهما كبرت، ولا تقولي يا رب ذنبي كبير، ولكن قولي يا ذنب ربي كبير.

انشغلي -أختي الكريمة- أيضاً بالاغتراف من الحسنات، واعلمي أن الحسنات يذهبن السيئات، وكثرة الاستغفار تصلح القلب المسلم.

كما عليك أختي الكريمة أن تجتهدي في تربية أبنائك, فإن هذا مما يزيد في حسناتك وحسنات زوجك الذي قد مات، وما دمت تريدين بره فاجتهدي في أبنائه ليكونوا به ببرة، وهذا من أعظم الجهاد وأفضله.

أختنا الكريمة إن ألسنة الخلق أقلام الحق، وما دمت والحمد لله تتمتعين بسمعة طيبة عند صالحي أهلك ومعارفك فأنت إن شاء الله على خير، فأقبلي على ربك الرحيم الودود, واعلمي أن قلوب العباد بيده جل شأنه.

كما أنبهك إلى عدم ذكر ما وقعت فيه من معاص أمام أحد، فالله ستير يحب الستر، وقد سترك فاشكريه ولا تفضحي نفسك.

ختاما: لا تتركي لقاء الله عز وجل في الثلث الأخير من الليل فهو سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا سائلا: هل من سائل فأجيبه؟ فكوني أنت هذا السائل, وثقي أن الله يجيب دعوة المضطر إذا دعاه.

نسأل الله أن يحفظك, وأن يبارك فيك, وفي أولادك ، وأن يرحم زوجك وأموات المسلمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً