الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتحسس من كلام والدتي ولا أريد إغضابها فأرجو النصيحة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا الآن عمري 23 سنة, وقبل عدة سنوات لم تكن علاقتي بوالدتي جيدة جدا, وأنا الآن تائبة, أنا والحمد لله لم أسبها, ولم أقل لها أف والحمد لله, فقط أتضايق في نفسي وأخبرها به.

أما الآن والحمد لله فكل شيء على ما يرام, يمر الشهر كاملا لا تغضب مني فيه إلا يوما أو يومين, أو تكون معاملتي لها ليست بالمعاملة المطلوبة مني تجاهها, أنا والحمد لله لا أعصب عليها ولا أرميها بأي كلام ولكنني أغضب منها كثيرا على أي كلمة تجرحني بها وهي لا تدري, أنا وحيدة ليس لي إخوة، وأتضايق عندما تحب إخوتها الذين هم أخوالي وخالاتي، علما أنني أحبهم جدا ولا أغضب دائما ولكن في بعض الأحيان.

أنا أرى نفسي أفضل بكثير من بنات جيلي من الأقارب في تعاملي مع والدتي, أريد أن أبرها أكثر ولا أريد أن أغضب من كلامها أو أن أتحسس, هي دائما تقول لي أنت تغضبين من أي شيء, أنت حساسة لأنها لا تعرف بعذابي وبوحدتي.

آخر مشكلة أني ذكرت لها البارحة عن امرأة ليس لها أخت إلا أخت متزوجة وصارت تساعد أختها بتحضيرها للزفاف فقالت والدتي والله لا يوجد مثل الأخت, علما أنها لم تقصد لكني جرحت وبكيت من قلبي,أنا تعبت, لا أريد أن أكون عاقة, أريد زوجا ينسيني الهموم, أريد أطفالا يعوضوني عن الأخوة.

ادعو لي, وادعو لي أيضا بأن يحفظ الله لي والدتي فليس لي سواها, وأريد أن أبرها مهما قالت بدون قصد, أرجو الحل, وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يصلح حالك.

ابتنتا الفاضلة: لا شك أن الفتاة عند والدتها هي أعز ما عندها، بل أعز من نفسها، كوني على يقين بأن والدتك لا تحب في الكون كله أحدا أكثر منك، ويوما ما ستتزوجين وترزقين أولادا وستعرفين معنى هذا الكلام جيدا.

ثانيا: لا أتمنى عليك أن تكوني حساسة هكذا، فالأمر الذي قالته أمك عن الأخت خرج مخرج الغالب، ويقينا -وأنت تعلمين- أنها لا تقصد إيذاء مشاعرك، بل هو كلام عادي، فلا تتحسسي من كلام أعز الناس عندك بل حتى لو قالت كلاما جارحا لك عليك أن تحمليه على أفضل المحامل.

ثالثا: جزاك الله خيرا على حرصك على برها، واعلمي أن الله عز وجل جعل رضاه في رضاها، وأنت بهذا ترضينها وترضين ربك في رضاها، فاجتهدي في ذلك.

رابعا: أتمنى عليك أن تصارحي والدتك بكل ما يجيش في صدرك, فثقي يا ابنتنا أنه لا يحبك أحد مثل حب أمك، صارحيها لكن لا تحمليها ما لا تطيق، ولا تطلبي منها ما لا تقدر عليه.

خامساً: أنت الآن أختنا الكريمة في الـ23 من العمر، وقد تكون أمك ضعف عمرك أو أكثر أو أقل، والناس كلما تقدموا في العمر كلما ضاق أفقهم وقل صبرهم، ولذلك قد تجد الوالد أو الوالدة ينطق بكلمات أو يرد على ابنه بعبارات تزعج الابن أو البنت، لكن الوالدين لا يقصدونها، إنما لكبرهم لا يحسبون لها حساباً، وقد يرون أنه لا حرج فيها، ولذلك أرجو أن تصبري على هذه الوالدة الكريمة، فثقافتنا نحن الأبناء غير ثقافة آبائنا الأوائل, وفكرنا غير فكرهم، ونظرتنا غير نظرتهم، وكم أعجبت بقولك أنك لم تقولي لوالدتك كلمة (أف)، ولذلك فأنت على الطريق الصحيح يا ابنتي، ولست وحدك من يعاني من كلمات أمه، إنما هناك الكثير، والسبب ما ذكرته لك آنفاً.

وأخيرا نسأل الله أن يرزقك برها, وأن يعينك على ذلك, وأن يرزقك شابا صالحا متدينا, وأن يبارك لك فيه, وأن يرزقك أبناء وبنات صالحين، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً