الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام القلب والخفقان لا تفارقني

السؤال

السلام عليكم..

لدي آلام في الصدر من الجهة اليسرى، وتأتي في القلب مرة في أسفله ومرة بالأعلى في مكان الصمامات بالضبط، ترافقها كتمة أو خفقان، حتى نبض القلب عندما أضع يدي عليه أجده قوياً.
 
ذهبت لاستشاري قلب، وصف حالتى بارتخاء الصمام الميترالي وذكر أنه طبيعي جدا ولا ينبغي علي القلق منه، لم يصف لي علاجاً ولم أقتنع بكلامه ، وذهبت لطبيب آخر وذكر نفس الكلام.
 
عملت تحاليل السكر والغدة الدرقية، وتخطيط قلب، وصورة إيكو، وجميعها طبيعية - والحمد لله - إلا صورة الإيكو أظهرت الارتخاء، وهذا الكلام منذ 3 سنوات، وطول المدة والأعراض لم تذهب ولكن تظهر وتختفي.
 
الآن منذ شهر ونصف تقريباً والآلام لا تفارقني، وضيق التنفس يرافقه الخفقان لدرجة أني أستيقظ من النوم بسبب تلك الأعراض.
 
وفجأة قبل عدة أيام أحسست بتوقف التنفس مع سريان كهرباء في القلب، مع ألم في الكتف الأيسر لنصف دقيقة، من ثم ارتفعت دقات قلبي بسرعة كبيرة ولم أهدأ إلا بعد ساعة.

مع العلم أني شاب عمري 26 وطولي 170 ووزني 55، وأقلعت عن التدخين منذ 7 سنوات، ولا أشرب القهوة أو الشاي ولا المشروبات الغازية.

فما توجيهكم لي بارك الله فيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم 
الأخ الفاضل/ بدر        حفظه الله. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته     وبعد،،، 

فنشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب، ونأسف إذا كنا قد تأخرنا عليك في الرد.

الأعراض التي تعاني منها هي أعراض واضحة جدًّا، وكل الصفات الإكلينيكية السريرية لما يسمى بنوبات الهرع هي التي حدثت لك، ونوبات الهرع أو الهلع هي نوع من القلق النفسي المفاجئ الذي يتسم بشعور بالخوف وتسارع في ضربات القلب، وربما إحساس بالتوقف في التنفس، والإنسان قد يأتيه شعور كأن مصيبة سوف تقع أو كأن الموت سوف يحضره، وتكون هناك آلام جسدية ناتجة من انقباضات عضلية خاصة في منطقة الصدر، هذه النوبات يعرف عنها التأرجح، بمعنى أنها قد تزيد وتنقص، أو قد تختفي لمدة طويلة ثم تظهر مرة أخرى بسبب أو بدون سبب.

علاقتها بارتخاء الصمام الميترالي لم تثبت بصورة قاطعة، لكن بعض الحالات نجد أن وجود ارتخاء الصمام المايترالي بالرغم من أنها حالة طبيعية وحميدة جدًّا إلا أنها تسبب قلقًا لكثير من الذين يعانون من نوبات الهرع.

فاطمئن تمامًا أن حالتك هذه حالة نفسية بسيطة، ولا علاقة لها بأمراض القلب مطلقًا، ومن الجميل أنك لا تشرب الشاي أو القهوة أو المشروبات الغازية؛ لأن هذه تعتبر بعض المثيرات التي ربما تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب والشعور بالقلق الداخلي.

العلاج أولاً: شرحنا لك الحالة، وهذا أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرًا، وأنصحك بأن لا تتردد على الأطباء، فأنت لا تعاني من أي مرض في القلب.

ثانيًا: تمارين الاسترخاء من العلاجات الضرورية والرئيسية جدًّا، فإذا ذهبت إلى أخصائي نفسي وقام بتدريبك عليها فهذا هو الأفضل، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فأنصحك بأن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، أو يمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط أو CD وسوف تجد التعليمات الدقيقة لتطبيق تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس المتدرج، وشد وقبض وإرخاء العضلات وإطلاقها بصورة متدرجة أيضًا، هذه التمارين ذات قيمة كبيرة جدًّا.

ثالثًا: ننصحك بالتفكير الإيجابي، وانزع من تفكيرك أن حالتك حالة مرضية، فهي حالة قلقية بسيطة وليس أكثر من ذلك.

رابعًا: عليك بالعلاج الدوائي، وبفضل من الله تعالى ورحمة منه سبحانه توجد أدوية ممتازة جدًّا ، والأبحاث الأخيرة أشارت أن عقار (سبرالكس) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام) من أفضل الأدوية لعلاج هذه الحالات، فأرجو أن تبدأ في تناوله، والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجرام، تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهرين، بعد ذلك ارفعها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها مرة أخرى إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها.

هنالك عقار آخر يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) يستعمل أيضًا كدواء مساند ومساعد، ومدة تناوله هي ثلاثة أشهر، تناوله بجرعة نصف مليجرام - أي حبة واحدة - يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

أؤكد لك أن حالتك بسيطة جدًّا، وإن شاء الله تعالى باتباعك للإرشادات التي ذكرناها وتناولك للعلاج السليم والسليم جدًّا بإذن الله تعالى سوف تجني فائدة ونفعاً كبيراً جدًّا، وسوف تختفي هذه الأعراض تمامًا، وسوف تعيش حياة طبيعية هانئة بإذن الله تعالى.

ولك الشكر والتقدير، وبارك الله فيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا reem

    عندي نفس الأعراض تطمنت الله يسعدكم

  • احمدمن العراق

    شكراً جزيلاً لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً