الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أواصل أمر الزواج أم أترك بسبب سمعة أهل الفتاة؟

السؤال

أنا من زوّار موقعكم المحترم، ومنذ بدأت موضوع الخطبة قرأت معظم الاستشارات عن موضوع الخطبة، فبعد ما يقارب السنة والنصف من البحث عن شريك الحياة، صليت صلاة الاستخارة أكثر من مرة، ثم توكلت على الله وتقدمت لإحدى الفتيات بعد السؤال عنها، وأن سمعتها وأهلها جيدة، ومنذ أن تقدمت لها أحسست بقلق شديد، ربما لأن الموضوع كبير، وبعد أن تقدمت لها سألت أمي عن عمر البنت، وفوجئت بأن عمرها أكبر من العمر الذي أخبرونا به بثلاث سنوات، مما زاد التردد، فقررت التراجع وانسحبت من الموضوع، ثم ندمت على الانسحاب هذا، ثم عدت وبدأت الموضوع من جديد، وقال أهلها انتظروا الرد لمدة أسبوع، وخلال هذه الفترة نصحني أحد الزملاء أن أسأل عنهم في حارتهم؛ حيث أن أهل الحارة يعلمون بالتفاصيل أكثر من غيرهم، وهنا حصلت المفاجأة، حيث أخبرني أحد جيرانهم أن أختها سمعتها غير جيدة، وبنات عمها أيضاً، لكن البنت جيدة، وكانت مثلهم قبل أن تلتزم وتحفظ القرآن كاملاً، ثم أكملت الموضوع وتمت الخطبة، ونحن الآن مخطوبان، ولكن أثناء تصفحي لموقع فيس بوك وجدت أن أختها لديها حساب باسمها، وأن لديها أصدقاء مضافين، وأن والدها مضاف إلى قائمة الأصدقاء، أي أنه يعلم بحسابها.

أنا الآن متردد وأصلي الاستخارة كل ليلة، أنا حيران هل يمكن أن تكون البنت ملتزمة في أسرة مثل هذه أم أنه موضوع عادات وتقاليد؟ أنا الآن متردد هل أتركها أم أواصل؟ ففي بعض الأحيان أقول ربما أنها نتاج صلاة الاستخارة التي تظهر لي هذه الأشياء، وأحياناً أقول ربما مجرد وساوس، وأنا الآن في حيرة شديدة.

الرجاء منكم المساعدة هل أواصل أم أترك؟ وأنا أدعو الله الذي نهانا عن الظلم ألا أظلم أحداً، ولا يظلمني أحد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أيها الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

لقد أصبت أيها الحبيب في الحرص على اختيار الفتاة المتدينة الصالحة، فهذه أهم الصفات التي ينبغي للشاب أن يحرص عليها في من يختارها زوجة، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) كما أصبت أيها الحبيب أيضًا في استخارتك لله سبحانه وتعالى ومشاورة العقلاء من الناس، والذي يظهر لنا أن هذه الفتاة ما دامت قد صلح حالها واتجهت إلى القرآن تتعلم، وحفظت القرآن كاملاً، فإن هذا الجهد يدل على صلاح وصدق في الديانة - إن شاء الله - فإن حفظ القرآن كاملاً ليس بالأمر الهين، فهو يحتاج إلى رغبة ومثابرة وجد في ذلك، وهذا غالبًا ما يكون مصاحبًا لتدين صادق، وهذا ظننا في هذه الفتاة ما دامت بالصفات التي وصفتها، وأكد هذا وصف الناس بأنها على خير واستقامة وأنها لا تماثل قريباتها.

وما دام الأمر كذلك أيها الحبيب فإن نصيحتنا لك أن تتوكل على الله سبحانه وتعالى، وما دمت قد استخرت الله فإن الله عز وجل سيقدر لك الخير إن شاء الله، فما قدره الله فهو الذي اختاره لك، ولا ينبغي أن تتركها بسبب أخطاء غيرها من قريباتها أو نحو ذلك، فإن القاعدة الشرعية هي ما قالها الله عز وجل في كتابه: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.

هذا مع وصيتنا لك بالمزيد من التثبت والتحري عنها، فإن كان ما ذكرته عنها هو المطابق للواقع فإنها بإذن الله سبحانه وتعالى ستكون مفتاحًا لإصلاح هذه الأسرة إذا وجدت منك الإعانة على ذلك، والمؤازرة على الإصلاح والدعوة إلى الله عز وجل لأخواتها ولأسرتها.

وعلى كل تقدير أيها الحبيب ينبغي أن تعلم أن فسخ الخطبة والعدول عنها ليس ظلمًا فإنها مجرد وعد بالزواج، وهذا الوعد غير ملزم، فليس من الظلم في شيء إذا فسخت الخطبة، لكننا لا ننصحك بذلك ما دامت الفتاة بالصفات التي وصفتها.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً