الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي تخاف من كل شيء.. فماذا أفعل معها؟

السؤال

ابنتي عمرها 11سنة، كانت تخاف من الموت، ثم أصبحت تخاف من كل شيء, حتى أنها في نهاية الفصل الدراسي الثاني لا تذهب إلى الامتحانات إلا وأنا معها, وقد أكملت الابتدائي وانتقلت إلى المتوسطة, وهي الآن تخاف من أي شيء، وتخاف الجلوس في المنزل وحدها، وتخاف من أن يتكلم أحد عليها, وفي بعض الأوقات لا تلعب مع الأطفال, فماذا أفعل مع خوفها؟

طفلي عمره 3 سنوات، يخاف من الصوت المرتفع، خصوصا في حفلات الزواج والأماكن العامة, ويخاف من الأشخاص الذين يلبسون ملابس الدوما مثل برني.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذه البنت -حفظها الله- يظهر أن هذا الخوف الذي تعاني منه مكتسب ومتعلم، وقد يكون السبب فيه أنها تخاف من الفراق، هي لا تخاف من المدرسة في حد ذاتها، لكنها تحس بالأمان أكثر في البيت وبالقرب منك؛ لذا لا تود الذهاب إلى المدرسة، وهذا النوع من المخاوف قد يتطور ويشمل مخاوف أخرى، وهذا هو الذي حدث لهذه البنت - حفظها الله -.

المخاوف نشاهدها كثيرًا لدى الأطفال محدودي الذكاء, وأنا بالطبع لا أعرف قدر ذكاء هذه الطفلة ومقدراتها المعرفية، وأنا أعتبر أن ذكاءها عادي، لكني ذكرت هذه النقطة كمعلومة مهمة لأنها تنطبق على بعض الأطفال.

المهم لعلاج هذه البنت هو: أن تشعريها أنت بالأمان، الخوف عامة في مثل هذا العمر هو دليل على مفاهيم خاطئة, وعدم الشعور بالأمن والأمان.

هذه البنت تتحدث عن الخوف من الموت، لابد أن يكون شخص ما قد أدخل في تفكيرها مفاهيم خاطئة عن الموت، فأرجو أن يصحح مثل هذا الفكر, وإشعارها بالأمان يتطلب أيضًا أن تشجعيها، أن تحفزيها، أن تشعريها أنها فعلاً قد كبرت، وأنها شخص مسئول، وأنها مُقدمة على مرحلة جديدة في حياتها، وأن تتحدثي معها حول البلوغ لدى الفتيات، دعيها تقوم ببعض الأعمال المنزلية معك، اتركيها ترتب خزانة ملابسها وترتب غرفتها، وهكذا.

إذن إشعارها بالأمان، وإعطاؤها المهام، وتشجيعها هو الوسيلة الأساسية لعلاج حالتها، وأعطها الفرصة أيضًا لأن تختلط بالبنات في عمرها: بنات الأقرباء والأهل، وأي أسرة تطمئنون لها، هذا أمر مهم، ولابد أن تدفعيها لكي تختلط وتتواصل، هذا من الأمور المهمة جدًّا.

في أثناء وجودها في المنزل لا تدعيها تلتصق بك كثيرًا، اجعلي هناك مسافة بينك وبينها، هذا مهم جدًّا، دون أي نوع من الزجر أو العنف معها، بل بشيء من اللطف والشرح والتحفيز وسوف تتغير هذه الصغيرة إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للابن الآخر: إذا كنتُ قد فهمتُك صحيحًا، فهو يخاف من الأصوات وهذه الفتاة هي التي تخاف من الصوت المرتفع، عمومًا هذا أيضًا دليل على عدم وجود الأمان، والخوف من الصوت المرتفع نجده عند الطفل القلق، فنطبق نفس المبادئ السابقة من حيث طمأنتها أو أن نطمئن هذا الطفل إذا كان هو المقصود, ونجعله يتعرض لمصادر الخوف والتشجيع والتحفيز بكل الوسائل هو طريقة العلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً