الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الشعور بالدوار منذ 8 سنوات، فما هي مسبباته؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة , أعاني من الدوران وهو شعور أن كل شي يدور حولي يرافقه غثيان وتعرق شديد مع ألم في أعلى المعدة, منذ 8 سنوات وحتى الآن أعاني من أعراض القلق والخوف النفسي وكل ذلك مسبباته الدوران والدوخة مع العلم بأنني خلال هذه الفترة وعند الشعور بالدوران فأنا لم أفقد الوعي ولا مرة, فقط إحساس بالدوران. (وهذه مشكلتي الرئيسية النفسية وهي الدوران ) أي أنه إذا أختف الدوران بحياتي فأنني سوف أكون بخير إن شاء الله.

المشكلة أن هذه الحالة ( الدوران ) تزيد يوماً بعد يوم , فعلت جميع الفحوصات العضوية وكل شيء على ما يرام مثل تصوير الرأس بالرنين المغناطيسي وبالكهرباء، وكل شي بخير وأنني لا أعاني من أي مرض عضوي ( الحمد لله ) ولكن الدوران ما زال يرافقني كل يوم , وهو شعور جدا مزعج يمنعني من القيام بأموري اليومية، وأنا متأكدة إن ذهب هذا الشعور ( الدوران ) سوف أطيب حتى من المرض النفسي , لأنني عندما أشعر بالدوار أخاف والعكس صحيح فعندما أشعر بالخوف أدوخ وأنا أعلم أنا هذا شيء طبيعي (مع ألم في المعدة )، ولكن ما هو مسبب الدوران الدائم ؟

حتى وأنا نائمة ومغمضة عيني أشعر بالدوار وكذلك أشعر بألم خلف الرأس بالأسفل ( أسفل الرأس من الخلف) وكأنما شيء يشد على رأسي, وأغلب الأوقات عندما أحرك رأسي نحو اليمين أو اليسار أو إلى الأعلى أو إلى الأسفل ببطء أو حتى بسرعة أشعر بدوران قوي , وهذا ما يجعل حركتي متشنجة نوعاًَ ما.

أسئلتي :

1-هل هذا كله يمكن أن يكون مسببه نفسي ، وإذا كان جوابكم نعم، فهل هناك دواء فقط لمعالجة الدوران النفسي ؟


2-هل يمكن أن يكون هناك مرض في الدماغ ( الرأس) هو الذي يسبب لي الدوران ؟وهل هذا خطير ( علماً أنني أعاني من الدوران منذ تقريباً 8 سنوات ).

3-هل يجب علي أن أفحص رقبتي ، أي هل ممكن مثلا مرض المناقير يسبب لي الدوران، أو أي مرض آخر متعلق بالرقبة نظراً لأنني أعاني من ألم مثل شد في أسفل الرقبة (قفا الرأس).

4-هل من الممكن أن يكون سبب الدوران الدائم بسبب مرض في غدة ما؟ وهل هناك غدد مسئولة عن اتزان الجسم ؟

5-هل من الممكن أن يكون سبب الدوران الدائم بسبب خلل في الدورة الشهرية، أو هرمونات معينة في جسمي , علماً بأن دورتي ليست منتظمة كثيراً، وما هي تلك الهرمونات حتى أجري الفحوصات اللازمة لهم .

6- هل هناك دواء لمعالجة الدوران فقط ، أي أنه هل ممكن أن أستخدم أدوية السفر ( التي تعالج الدوخة ) بشكل مستمر علماً أنني لم أجرب أي نوع من هذه الأدوية.


أرجو من حضرة الطبيب الكريم أن يجاوبني على جميع الأسئلة الستة (بالتفصيل) لأنني بأمس الحاجة لمعرفة الأجوبة, وذلك حتى أبادر بالعلاج لأن الدوران أهلكني بصراحة, فأنا لا أستطيع أن أعيش حياتي الطبيعية كما يجب.وأنا أعلم أنني مازلت في شبابي وأريد أن أتمتع بحياتي كأي فتاة أخرى.

ولكم جزيل الشكر مسبقاً، أسأل الله أن يحفظكم ويلبسكم ثوب العافية .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

كما تعلمين فإن ما تشكين منه وهو الدوار، والدوار هما إحساس المريض بدوران الجسم أو المكان أو الاثنين معاً، مع عدم القدرة على حفظ التوازن، وقد يصاحب هذه الأعراض غثيان وقيء وخفقان بالقلب وشحوب بالوجه وعرق، ويحدث هذا دون أن يفقد المريض الوعي وهذا هو الحال عندك أي أنه لا يوجد أعراض فقدان الوعي أو الإغماء أو ما يسمى بقبل الإغماء.

وبتعرف الدماغ على وضع الجسم عن طريق معلومات ترسل إلى المخ عن طريق العينين ومراكز الاتزان بالأذن الداخلية التي تحدد اتجاهات حركة الرأس ومراكز حس الاستقبال العميق في الأطراف التي تحدد وضع الجسم.

وأي خلل في هذه المنظومة يؤدي إلى حدوث الدوار، فأي خلل بالرؤية مثل حالات الحول يؤدي إلى حدوث الدوار، وأي خلل في وظائف الأذن الداخلية يؤدي إلى نقل معلومات زائفة عن حركة الجسم إلى المخ تتعارض مع المعلومات التي يحصل عليها المخ عن طريق الرؤية وسائر الحواس الأخرى؛ ما يؤدي إلى حدوث الدوار.

وأي مرض عام يؤثر على تدفق الدم إلى المخ أو الأذن الداخلية، مثل حدوث خلل في ضغط الدم انخفاضا أو ارتفاعا، وفي حالة انخفاض ضغط الدم يتم الشعور بالدوار عند الوقوف فجأة بعد طول الجلوس أو بعد السجود، وكذلك يؤدي فقر الدم الشديد، ونقص السكر إلى حدوث الدوار.

وما عدى الأسباب التي تم ذكرها أعلاه فإن للدوار أسباب كثيرة وأود أن أذكر الأسباب حتى تتعرفي عليها:

دوار الوضع الحميد (Benign paroxysmal positional vertigo) اضطراب شائع وأكثر أنواع الدوار هو من هذا النوع، ويحدث الدوار عادة من تغير مفاجئ في وضع الرأس، ويستمر لفترة قصيرة ولا يصاحبه ضعف بالسمع. وقد يكون السبب إما إصابة قديمة للرأس أو الرقبة وأحيانا يكون بسبب اعوجاج أحد مفاصل الرقبة.

ويحصل مثل هذا الدوار عند:
- ثني الرأس إلى الخلف.
• تغيير وضع الجسم من وضع الاستلقاء إلى وضع الجلوس.
• الاستلقاء على إحدى الأذنين.
• حركة الرأس الجانبية في حالة الإصابة في الرقبة.

وكل نوبة تدوم قليلا وعادة أقل من 30-60 ثانية وعادة ما تختفي الأعراض بعد عدة أسابيع إلا أن بعض المرضى تتكرر عندهم الأعراض.

والعلاج تجنب وضعية الرأس التي تحدث الدوار والعلاج الطبيعي للرقبة وإجراء تمارين للرقبة بإشراف المختص بالعلاج الطبيعي.

-داء ميننير وهذا يأتي بشكل نوبات إلا أنه يترافق مع الطنين في السمع وكذلك تناقص في السمع إلا أنه لم يحصل عندك أي تناقص في السمع أو الطنين وهذا يستبعد ذلك.

-التهاب في العصب التوازني وهذا يسبب دوخة حادة وعادة ما يترافق ذلك مع الغثيان والإعياء وتتحسن الأعراض خلال 48 -72 ساعة.

- أورام الدماغ والتصلب اللويحي وأمراض الدماغ إلا أن هذه قد تم التأكد من عدم وجودها بالطنين المغناطيسي، ولذا يفضل عمل صورة للرقبة.

ومن الأشياء التي تساعد هو تناول الدواء betaserc 16 ملغ مرتين أو ثلاث وأرى أن تستمري عليه.

ولذا فعلى الأكثر ومع استبعاد الأسباب قد يكون السبب هو الدوار الوضعي وفي هذه الحالة أرى أن تراجعي طبيب مختص بأمراض الأذن للتشخيص فهو سيقوم ببعض الحركات للرأس للتشخيص وأحيانا يستطيع أن يقوم إعادة تهيئة وضع القناة canalith repositioning procedure ، والتي يمكن أن تعيد ضبط استقامة أجزاء الأذن الداخلية معا وتحسن من حالة الدوار والتخلص من الدوار.

ونقص نشاط الغدة فوق الكلية ( الكضرية ) يسبب الدوخة بسبب انخفاض الضغط إلا أنه لا يوجد أعراض انخفاض الضغط عندك ويكون الدوخة آتية أثناء الوقوف وليس وأنت في الفراش.

ولا حاجة لإجراء تحليل لهرمونات، وأما بالنسبة للحالة النفسية فكما تعلمين فإنه قد يحدث القلق والخوف نتيجة أي مرض عضوي خاصة عندما يشعر الإنسان أن المرض يحد من إمكانياته كما هو الوضع عندك.

وقد تحدث الدوخة نتيجة حالات أو نوبات القلق والتوتر psychogenic dizziness
وفي حالات نوبات القلق panic disorder أو الخوف فان الدوخة تكون إحدى أعراض نوبات الخوف وهذه الأعراض تتفاقم خلال 10 ثوان وهي الإحساس بالخفقان والتعرق والارتجاف في اليدين والإحساس بالاختناق وآلام الصدر والغثيان وآلام في البطن والشعور بالخوف من الموت والتنميل، وعادة ما يتم تشخيص الدوار من منشأ نفسي إن لم يتم إيجاد سبب للدوخة ومن ناحية أخرى إن كانت الدوخة تزداد في حالات القلق والتوتر.


هذا ومن الله العفو والعافية، ونسأله الشفاء العاجل لك والتوفيق والسداد لنا ولك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية سـ ع ـودية

    الحالة هذي مررت بها حرفياً
    نفس الأعراض تماماً لدرجة أنني أسبوعياً في الطوارئ
    وعملت كما الأخت تماماً أشعة رنين وتخطيط وتحاليل ومستشفيات وعيادات ولا شيء مقلق وكل شيء سليم ولله الحمد
    حتى يسر الله برحمته وتوفيقه طبيب غدد طلب تحليل فيتامين د وفعلا كان مستواه 4
    استمريت لمدة سنه ع العلاج وتحسنت حالتي ولله الحمد بنسبة 70

  • اليمن ابو عبدالله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فعلا تسائلات تستحق النظر فيها من الاخت هيفاء
    فهذه المشكله حاصله معاي من فتره تقريبا سبع سنين ,, ولم اكن اعرف ماهذه المشكله وحلها رغم زيارتي المتكرره للأطباء
    اخيرا اكتشفت ان المشكله قد تكون من الاذن الداخليه ,, وذهبت الى الطبيب المختص وأعطاني نفس العلاج
    betaserc واضاف اليه stugeron 25 mg حبه مساءا
    مازلت في فترة العلاج ,,
    العامل النفسي مؤثر جدا فعدم التركيز على المشكله واشغال الفكر بما هو مفيد ,, يفيد جدا
    نسأل الله العافيه لنا ولكم ولجميع المسلمين

  • حسام

    نفس حالتي

  • العراق علي

    نفس الحاله صار 13 سنة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً