الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة في الاختيار بين تخصصي أو خطيبي!

السؤال

السلام عليكم

سأطرح عليكم مشكلتي وأريد مساعدتكم، أنا حالياً سنة ثانية جامعة (تخصص تمريض) وأنا أحب شاباً منذ أن كنت في الصف الأول الثانوي، أي منذ قرابة الخمس سنوات، تقدم لخطبتي وزفافنا قريب - بإذن الله - وهذه بعض المعلومات عنه: عمره 22 سنة، يحمل الشهادة الثانوية، ويعمل مع والده في تجارتهم الخاصة، مازلت أصر عليه بأن يكمل دراسته الجامعية ومازال يؤجل ذلك، يرى أن مستقبله في التجارة وأن الدراسة لن تنفعه بشيء.

أنا وخطيبي نحب بعضنا جداً أكثر مما تتوقعون، لكن مشكلتنا أنه لم يكن موافقاً منذ البداية أن أتخصص تخصصاً طبياً، ودخلت رغماً عنه، وأنا حلمي أن أتخصص تخصصاً طبياً، وأن أساعد في شفاء المرضى، وأحب العمل في المستشفيات، بينما خطيبي يكره - بل ويعارض بشدة - كل هذا، والآن يقول ادرسي تخصصك كما تشائين، لكنك لن تعملي أو تمارسي المهنة، وهذا ليس عدلاً أن أدرس وأجتهد ومن ثم لا أمارس المهنة!

لدينا في الكليات الطبية سنة تسمى بسنة الامتياز، وهي سنة نذهب فيها للمستشفيات لتطبيق دراستنا على المرضى، يقول: لن تذهبي في سنة الامتياز لمستشفى مختلط، وإذا تريدين التطبيق أو العمل وممارسة المهنة فمارسيها في مكان نسائي، ومن أين سأحضر له مستشفى نسائياً!

قال لي: إما أن تختاري بيني وبين أن تمارسي المهنة الآن، أو ستختارين بيننا بعدما تنهي دراستك، وحين تعبت من التفكير قلت له أفضل تأجيل الاختيار لحين انتهاء دراستي.

أعلم أن كلامي خاطئ، لأن هذا يعني أنه سيكون فيما بعد الطلاق الحقيقي، ويمكن أن يكون هنالك أطفال، وسيكون أصعب من الانفصال الآن، لكني أحبه جداً، وعندي أمل أنه سيرضى مع الوقت، وأتوقع أنه يفكر أيضاً أنه يمكن أن أرضخ أنا مع الوقت وأتنازل عن حقي في ممارسة المهنة، وهذا من سابع المستحيلات عندي، وتخصصي يحتاج السفر للخارج، وتنازلت عن ذلك من أجله، مع أن حلمي أن أذهب للدراسة في الخارج.

خطيبي مشكلته أنه عكسي تماماً في موضوع الدراسة - بالذات للفتاة - لا يرى التعليم الجامعي مهماً لها، يراه مجرد ملئ وقت الفراغ، وبالنسبة لعمل المرأة يقول: إن المرأة لا تحتاج للعمل، وحينما أقول له طموحي، يقول لي: هل ستنفقين على العائلة؟ وأنا أعشق الدراسة، فهي تجري في دمي.

أريد مشورتكم، هل أكمل معه أو أنفصل؟ وأريد آراءكم، وأتمنى أن توضحوها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

أيتها الفاضلة أن تجد الفتاة شاباً صالحاً يحبها ويحرص عليها ، فأتمي دراستك أختي المباركة، ولا تجعلي الشيطان يصرفك عن الزواج بحجة لماذا تعلمت إذا كنت لن أعمل؟ وأجيبيه بأنك اخترت الدنيا والآخرة، وما تعلمتيه سينفعك لا محالة في حياتك البيتية.

اعلمي أن إصراره على مثل هذه الآراء إنما الدافع له محبتك وشدة الغيرة عليك، وهذا أمر ينبئ عن حياة مستقرة - إن شاء الله - فعلى بركة الله -أيتها الفاضلة- ولا تضيعي مثل هذه الزيجة ما دام الأخ متديناً محباً لك.

أسأل الله أن يبارك لك فيه ، وأن يبارك له فيك ، وأن يجمع بينكما على خير .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً