الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أعاني من اكتئاب أم قلق أم ماذا ؟

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أحب أن أشكركم على ما تقدمونه لنا من فائدة، وجعله الله في ميزان حسناتكم يارب.
وأود شكر جميع المستشارين ومؤسسين وكل مساهم في هذا الموقع.
ووفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

أنا فتاة سأدخل الـ 17 من العمـر إن شاء الله، أتحلى بصفات جميلة ومميزة كثيراً عن غيري، وهذا ما يجعلني محبوبة من قبل الجميع، وشخصية يثق بها الكثير والحمد لله.
أنا أعاني من الخوف المفاجئ أحيانا بأسباب وأحيانا بلا أسباب، فنبضات قلبي تتسارع وتكون قوية وكأن قلبي خارج جسمي وأرتجف، وأنا أتعب نفسياً عندما يحصل لي ذلك، ونفس المشكلة مع البكاء فأنا دائماً أبكي وبلا أسباب وأحيانا بأسباب، وأنا هادئة وخجولة ومنعزلة كثيراً عن الجميع، فأنا أجلس بمفردي في غرفتي مع أنني أحب أهلي كثيراً، ولكن الأصحاب والأقارب لا، ولكن أهلي بما أنهم يقدرونني ويحترمون كلمتي على صغر سني وأنا الخامسة في ترتيبي، ونحن عددنا 8 وأنا بينهم فأنا أحبهم جميعاً.
لا أرى أهلي إلا إذا كانوا يريدون التحدث معي بخصوص أمر ما فيأتون إلى غرفتي، فإذا لم يأتوا من الممكن أن تصل إلى أسبوع أو أكثر لا يرونني فيها، فأنا لا أخرج إلا عندما يخرج الجميع من المنزل، ساعتها أخرج لأستنشق الهواء في باحة المنزل، وأحب الهدوء كثيرا، ومنزلنا والحمد لله هادئ جداً مع أن من يسكن المنزل 13 شخص.
وأتوتر كثيراً وفي شتى المواقف وأخجل، وأحيانا أو نادراً تراني عكس ذلك, أنا في كل شي غير ثابتة، أحيانا أضحك كثيراً وأحيانا أبكي كثيراً- أحيانا أكون جريئة ولكن قليلا،ً وأحيانا لا أستطيع أن أتحرك أو أفتح فمي!
أنا لدي صديقات ولكن لا أحبهم مثل ما هم يحبونني، ولكنني أكون معهم فقط.
وأنا أعاني من التعرق المفرط الذي أتعبني نفسياً واجتماعياً، فأنا أتعرق في جميع الأوقات تقريباً، وهذا يحطمني أو يعيقني في نواحي حياتي سواء في الدراسة أو في المهنة أو حتى إذا فكرت في الزواج.
ودائماً أفكر بهموم الآخرين منذ الطفولة وحتى الآن، وأنا هكذا أفكر دائما بالمشاكل والكوارث الطبيعية والحالات الاجتماعية والحروب إلى آخره، وأنا أتعب جداً ولكن ماذا عساي أن أفعل؟
وأنا أعاني من آلام في أنحاء جسمي مثل ( ظهري ومفاصلي وقلبي أحيانا وضيق تنفس أحيانا والدوار كثيراً.
فما رأيكم؟ بالإضافة أنني دائماً أفكر بالانتحار، ومرة جهزت وخططت لذلك ولكني تراجعت لا أعرف هل أهلي السبب؟ أم خوف؟ فهم يحتاجونني كثيراً، وهناك الكثير تمنيت أن أقوله إلا أنني عندما أرسل مشكلتي الطويلة لا يصلني أي شي على البريد أو حتى يظهر لي رقم الاستشارة!
فأحببت أن أختصر، وشكراً لكم جزيل الشكل إخوتي وجزآكم الله ألف ألف خير،
وسامحوني إن أخطأت بشيء.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إشراق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونهنئك بحلول شهر رمضان المبارك.
فإن رسالتك فيها مؤشرات كثيرة أن المرحلة العمرية الحالية وبما أنها مرحلة تغيرات نفسية وبيولوجية واجتماعية وفسيولوجية ربما تكون هي التي جعلتك تعيشين في شيء من القلق وتقلب المزاج وعسر المزاج في بعض الأحيان والميل نحو الانعزال، وهذه المرحلة قد يدخل فيها القلق النفسي في شكل الأعراض التي أوردتها في رسالتك مع بعض الأعراض الجسدية مثل آلام الظهر والمفاصل وكذلك الشعور بضيق التنفس والدوار أحيانًا.

إذن الأعراض هي نفسوجسدية مرتبطة بالمرحلة العمرية، وهي دليل على وجود عدم استقرار نفسي ظهر في شكل هذا القلق.
هذه المراحل تعتبر عابرة في حياة الناس، وبعدها إن شاء الله يحدث التواؤم والتوافق مع الذات، ويتبدل ويتغير المزاج بصورة إيجابية جدًّا.
ولتساعدي نفسك للخروج مبكرًا من هذا الوضع: لابد أن تقومي بأنشطة يومية تلزمي من خلالها نفسك بأن تجلسي مع أهلك على الأقل مرة في اليوم، والآن فرصة رمضان وتناول الإفطار مع الأسرة فتكون بداية طيبة جدًّا.
الانعزال في غرفتك لمدة أسبوع هذا أمر خطأ، والإنسان مجملاً هو كيان اجتماعي لابد أن يتفاعل مع من هم حوله، وحين ينعزل الإنسان ويفرض على نفسه سياج العزلة تأتيه الأفكار السلبية والأفكار الشريرة مثل التفكير في الانتحار مثلاً والذي كنتِ عرضة له في فترة من الفترات، لكن الحمد لله تعالى الآن انقشع تمامًا ووصلت إلى القناعة التامة أن الحياة طيبة وأن الانتحار حرام قطعًا، وفي الأصل ليس هنالك ما يدعوك لهذا الانتحار، وأنت تتحلين بصفات جميلة، ولك ميزات إيجابية كثيرة - هذا حسب ما ورد في رسالتك – وهذه الإيجابيات الجميلة يجب أن يكون هنالك تركيز عليها، وأن تسعي لتطوير ذاتك من خلالها.
وأنصحك بأن تضعي برامج يومية لإدارة الوقت، لا تتركي الوقت يدير نفسه، إنما أنت التي تقومين بإدارة هذا الوقت، والوقت يجب أن يشمل أنشطة دراسية واجتماعية ورياضية والترفيه والترويح على النفس بما هو مشروع. المهم في نهاية الأمر: الإنسان يحس بالرضى حين يُنجز أفعالاً إيجابية، وهذه لا تتأتى إلا من خلال حسن إدارة الوقت.
يجب أن تساهمي أيضًا في أعمال المنزل، هذا مهم جدًّا، لا تهمشي نفسك، لا تعيشي حياة طرفية انعزالية، لا، كوني في عمق أسرتك، وكوني متواصلة، والحمد لله تعالى لديك صديقات وعلاقات طيبة، هذا كله يجب استثماره من أجل أن تعيشي حياة طيبة وهانئة.
ممارسة التمارين الرياضية تعتبر ضرورية، لأن الرياضة تزيل كل الأفكار السلبية والمشوهة، وتساعد الإنسان على الشعور بالارتياح النفسي والجسدي، والرياضة تعمل من خلال تغيرات كيميائية إيجابية في داخل الجسم، فكوني حريصة على ذلك، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين فيه فائدة كبيرة، وشهر رمضان فرصة عظيمة للإنسان من أجل أن يجدد إيمانه وأن يكون قريبًا من ربه.
أنا لا أعتقد في هذه المرحلة أنك في حاجة إلى علاج دوائي، فإذا اتبعت هذه التطبيقات البسيطة التي ذكرناها لك والتي تقوم في الأصل على تغيير المزاج، من مزاج سلبي إلى مزاج إيجابي، هذا سوف يكون كافيًا في هذه المرحلة، ويسعدنا أن نتواصل معك في المستقبل، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً