الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الانفصال لعدم وجود تفاهم بيننا، وأهلي يرفضون خوفاً من العار!

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري (22) سنة، أدرس في كلية علم النفس، ابنة عائلة محترمة، وعلى قدر من الجمال، تقدم لخطبتي شاب طبيب عمره (26) عاماً، ذو خلق جيد، وبداعي السفر تم عقد القران في المحكمة الشرعية على عجل، وبعد شهر من ذلك سافر إلى أمريكا.

من خلال هذا الشهر وبالإضافة إلى شهرين تواصلنا خلالهما عبر الهاتف، أحسست بعدم التفاهم بيني وبينه، فأنا فتاة نشطة، وأتمتع بشيء من حس الفكاهة، أما هو فشاب جدي للغاية، وأقرب ما يكون للبرود العاطفي والنفسي والجنسي، فوجدت أن الاستمرار معه صعب للغاية، وعندما صارحت أهلي برغبتي في الانفصال عارضوني بشدة قائلين إن عدم التوافق الشخصي سبب غير كاف للطلاق، وأن الطلاق عار على الرغم من عدم دخوله بي، وعدم إتمام الزواج.

أرجو النصيحة منكم، مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد فهمت من السؤال أنه تمّ العقد بينكما ثم سافر هو بنفسه، وأنك لا تعيشين معه، ولم تتعرفي عليه عن قرب، عدا فترة الخطبة السريعة، وأن التواصل كان بشكل أساسي عبر الهاتف.

لاشك أن لديك الخيار فيما يمكنك عمله الآن، ولكن أقول أنه لم تتح لكما بعد الفرصة للتعرف على بعضكما عن قرب، والإنسان في كثير من الأحيان يتغير بعض الشيء بعد الزواج وبعد الاقتراب أكثر من الطرف الآخر، وهذا بالنسبة للزوج وللزوجة.

ما أشرت إليه من برود عاطفي ونفسي وجنسي، معروف أيضاً، ولعل أفضل ما يوصف به - وأنت طالبة علم النفس - ما يعرف بضعف الذكاء العاطفي، حيث قد لا يحسن الإنسان قراءة مشاعره وقراءة مشاعر الآخرين، وقد لا يحسن التعامل العاطفي مع من حوله، ولكن الخبر السعيد أن ضعف الذكاء العاطفي هذا قابل للتعديل والنمو والتحسين، وهو ليس بثبات وعدم تغيير الذكاء المعرفي (IQ) فيمكنك من خلال حسن تواصلك مع زوجك أن تغيري الكثير من عاداته وسلوكه، وبحيث يصبح ذلك الزوج المحب والودود.

ليس غريباً أيضاً أن يكون الشاب الخلوق والمؤدب قليل الثقة في نفسه في موضوع العلاقات العاطفية والرومانسية، حيث أنه وبسبب تربيته لم يعتد على مثل هذه العلاقات، وكما هو الحال أيضاً عند بعض الفتيات، وما هو إلا وقت قصير حتى يألف الشاب مثل هذا فيظهر ما وعد الله من خلال الزواج {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} .

الخيار لك .. إما أن تفصلي هذا الزواج، ومن الآن، أو تعطي نفسك وتعطي هذا الشاب الفرصة للتعرف على بعضكما، وخاصة أنه وكما ذكرت (ذو خلق جيد) فتكونا مع الوقت حياتكما المستقبلية.

وفقك الله في زواجك، وفي إتمامك لدراسة علم النفس، والذي نحن في أمس الحاجة له في أمتنا الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً