الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع من يسيؤون إلى المتدينين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف يجب أن يكون ما في القلب اتجاه من هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، ونجدهم يحاربون الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويسعون في الأرض الفساد، الذين يأبون تطبيق شريعة الله في الأرض، ويسخرون من سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فالملتحي بالنسبة لهم متشدد، بل متطرف ورجعي، ومتخلف وضيق الأفق، والحجاب إهانة للمرأة، وإلى آخره من التهم والإهانات والسخرية من رجال الدين، ويعلنون بالفاحشة ويدعون الناس إليها ويفتنون الناس.

هل نحمل لهم في قلوبنا البغض والمعاداة والاستحقار؟ فأنا أخشى أن يطلع الله على قلبي فيجد ما لا يحبه فيحبط عملي، وأخشى أيضا أن أحمل لهم مشاعر الشفقة والرحمة والأخوة في الدين حتى لو كانوا فاسقين، فيأنس قلبي ما يفعلون ويضيع إنكار معاصيهم من القلب.

كيف ينبغي أن يكون حال القلب اتجاه هؤلاء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك حسام، ونحن سعداء بتواصلك معنا في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يرزقك خيرا على هذه المراقبة الداخلية، التي أسأل الله أن يبارك لك فيها، وأن يرزقنا وإياك الإخلاص.

أخي الكريم قبل أن نتحدث عن غيرنا ممن أساءوا دعنا نقسمهم فليسوا سواء.

بالنظر إلي هؤلاء نجدهم ثلاثة أصناف:

1- صنف فعل ذلك من جراء ردة الفعل العنيفة من بعض المتدينين، فلا يخفاك أن بعضا منا يسيء من حيث يريد الإحسان، ويقدم أنموذجا متشددا ينفر الناس منه، وهذا الصنف يسقط ما حدث له على كل أصناف الملتحيين أو المتدينين.

2- صنف غلب عليه الجهل، فصار فريسة للإعلام الموجه، والذي يصف الإسلاميين بكل قبيح.

مثل هؤلاء ينبغي أن نعذرهم، وأن نحسن إليهم وأن نتودد لهم لأنهم مخدوعون.

3- أما الصنف الثالث فهو الذي يبغض أهل الصلاح، بل منهم من يبغض الإسلام نفسه، ويبغض شعائره، وإن تسمى بأسماء المسلمين، وهؤلاء نبغض أفعالهم، وما يقدمونه من أمور مشينة، وندعو الله أن يرزقهم الهداية والصلاح.

وفي الختام ينبغي أن يعلم شباب الصحوة الإسلامية أن كل واحد منهم يمثل عند الأصناف السابقة: الإسلام، فبقدر إحسانه إلى غيره بقدر ما يقترب الناس أو يبتعدوا عنه.

نسأل الله أن يهدينا إلى صراط مستقيم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً