الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يطالبني بالخروج معه بعد عقد قراني وأنا أخاف الفضيحة!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

عندي مشكلة وأريد لها حلاً بسرعة: أنا أحببت واحداً لمدة عام، وبعد أشهر سافر وتزوج ورجع وقد كتبت كتابي على شخص آخر، وكلمني أن أخرج معه مثل الأول، ولكن أنا لا أريده وأخاف يفضحني عند أهلي.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الهنوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يرزقك السعادة وأسبابها، ونوصيك أيتها البنت العزيزة بشكر الله تعالى على نعمه، ومن ذلك أن يسر لك الزواج ورزقك الزوج، في حين تتمنى نساء كثيرات ذلك ولا يصلن إليه.

ووصيتنا لك أيتها الكريمة أن تسارعي إلى التوبة إلى الله، والندم على ما كان منك، من إنشاء علاقة مع هذا الشاب وفيها ما فيها من إنشاء الكلام المحرم الذي فيه خضوع ولين، وقد نهى الله عنه، وفيه الخلوة، وفيه النظر إلى ما حرم الله منك ومنه إلى غير ذلك من المفاسد الشرعية، لكن من تاب تاب الله عليه، وهو القائل سبحانه وتعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عبادة ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون).

وإذا تبت فإن الله تعالى يمحو عنك ما كان من الذنب قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كما لا ذنب له).

والتوبة تعني أيتها الكريمة عدم العود إلى الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه مرة أخرى، وتركه في الحال، والندم على ما كان في الماضي، ونوصيك أيضا أن تستري على نفسك، فلا تحدثي أحداً من الناس قريبا كان أم بعيدا، وهذه وصية النبي صلى الله عيه وسلم.

ونحذرك أن تخرجي أي كلمات تنبئ عن هذا فإنها ستعود عليك بالضرر، واستري على نفسك، واحمدي الله تعالى الذي ستر عليك إلى الآن، ولا تخافي من هذا الشاب، وإياك وإياك أن ترضخي لتهديده إذا حاول أن يهددك، فإنك ولله الحمد لا تزالين إلى الآن في السلامة، ولك أن تنكري أي شيء إذا اضطررت إلى ذلك، والكذب في هذه الحالة مشروع، فلا ترضخي لتهديده، بل ينبغي أن تهدديه أنت إذا بدأ بالإلحاح عليك، وأن تخبريه بأنك ستخبري أهلك بأنه يتعرض لك، ونحو ذلك من التهديد، وكوني على ثقة بأنك إن صدقت الله تعالى في التوبة، والاعتصام به والاحتماء به، فإنه سيحميك وسيقذف في قلب هذا الشاب الخوف والرعب، فلن يتعرض لك بسوء.

والخلاصة أيتها البنت العزيزة أنك في بداية الطريق الصحيح بقطع العلاقة مع هذا الشاب، وأن الله تعالى قد لطف بك، وساق إليك زوجا، فاصدقي على ما أنت فيه، واقطعي كل وسائل الاتصال بذلك الشاب، ولن يهتدي بإذن الله تعالى إلى شيء من أسباب الإيذاء لك، وإذا اضطررت بعد ذلك إلى أن تخفي عنك ما كان منك، فلك ذلك من الناحية الشرعية.

نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً