الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوحدة في غربتي، فما توجيهاتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة عربية أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، ولدي أربعة أبناء، أصغرهم طفلة عمرها ستة أشهر، الحياة في هذه البلد صعبة جداً، وخصوصاً تربية الأبناء التربية الإسلامية، ولكن - الحمد لله - أبنائي صالحون، لأنني مترفة بشكل كامل لهم، ولكن المشكلة التي أعاني منها هي الوحدة، ليس لدي أهل في الولاية التي أعيش فيها، أهلي يعيشون في ولاية أخرى.

لقد تعرضت بعد ولادة طفلتي بشهرين لكسر في الساق، وبعدها اضطررت إلى عملية حتى تعود الساق لوضعها الطبيعي، ولكن الفترة كانت صعبة للغاية، وطلبت من أمي أن تأتي لرعاية أطفالي ومساعدتي في هذه الفترة، وللأسف لم تأت رغم كل المحاولات، دون أن يكون لها سبب قاطع، قالت إن رجلها تؤلمها ولا تستطيع المساعدة، أنا متأثرة جداً، لأنني ابنتها الوحيدة وليس لدي أحد هنا غيرها، ورغم ذلك لم تكترث، لم يكن باستطاعتي المشي لمدة تجاوزت الشهرين، ومنذ ذلك الحين حتى الآن وأنا في حالة حزن وتأثر.

أريد نصيحة إسلامية، هل معي حق أم لا؟ أرجو المساعدة، لأنني محطمة نفسياً، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rasha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً بك أيتها الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونرجو الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن ييسر لك الهدى والطريق الأقوم، وبخصوص ما سألت عنه أيتها الفاضلة أحب أن أبين عدة نقاط:

1- من فضل الله عليك أن رزقك الاستقامة، فأنت - والحمد لله - امرأة متدينة، وهذا عامل قوي في الإصلاح كما سيأتي.

2- من فضل الله عليك وتوفيقه لك أن جعل لك أبناء صالحين بررة، وهذا فضل كبير من الله أن يرزق الأبناء الاستقامة في مجتمع غير مسلم والفرص فيه للانحراف يسيرة وسهلة، بالإضافة إلى ضعف سيطرة الأبوين نسبياً بحكم القانون، وهذا مما ينبغي أن تحمدي الله عليه كثيراً.

بالطبع هناك أمور أخرى هي من نعم الله لم تذكر في الرسالة، وإنما بدأت بتذكيرك بنعم الله، لأن البعض إذا وقع في مصيبة أنساه الشيطان كثرة النعم حوله، فيعيش فيها ولا يشعر بها ويكتئب ويدخل في مرحلة من الانطوائية لأنه عاش داخل مشكلته الصغيرة وضخمها وقزم بقية الأمور الأخرى، فوجب التنبيه على ذلك.

أما مشكلة الوحدة فأمر طبيعي لكل مغترب عن دياره، لاسيما إذا كان في بلد لا يتكلم لغتها، ولكن التغلب على ذلك أمر ميسور، وعليك بما يلي:

1- إنشاء صداقات متعددة من أخواتك العرب الموجودات هناك، وإن تعسر اللقاء فعن طريق الهاتف أو الإيميل، المهم فتح قنوات اتصال مع طرف آخر.

2- المشاركة في بعض الأعمال الخيرية أو الدعوية أو الاجتماعية المقامة في منطقتك .

3- إن تعسر أحد الأمرين أو الأمرين معاً، فلا بأس أن تتعرفي على جيرانك وإن كانوا غير مسلمين، المهم أن يكونوا مستقيمين سلوكياً وأخلاقياً، وأن تنوي بذلك أن تعرفيهم على الإسلام وأخلاق الإسلام بالحديث به لا بالحديث عنه، وأعني بالحديث به السلوك العملي والأخلاق الحسنة التي تدفعه إلى أن يتعرف على الإسلام.

4- أشغلي وقتك بأقصى صورته مع الله بكثرة الاتصال به عبادة وذكراً، ويمكنك أيضاً متابعة القنوات الدينية التي تقربك من الله أكثر، ومع زوجك بكثرة التقرب منه حباً ووداً، ويمكنكم تحديد يوم تخرجون فيه باستمرار للترفيه، ومع أولادك بكثرة متابعتك لهم والاهتمام والقيام بشؤونهم مع عدم إهمال أوقات الترفيه لهم.

أما والدتك فأرجو أن تختلقي لها الأعذار، فأنت ابنتها الوحيدة ومحبتك في قلبها أمر فطري لا يحتاج إلى دليل، وعدم مجيئها له عذره يقيناً، وبرك بها أيتها الفاضلة أمر واجب، حتى لو أساءت إليك فهي أمك، لذا أرجو عقب قراءة الاستشارة المبادرة إلى الاتصال بها والاطمئنان عليها والتودد إليها، وطلب دعائها، فهي الأم التي لا ينبغي قط التخلي عنها.

لمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول الشعور بالوحدة (245281 - 244654- 244598- 243347 - 242740 - 18077).

أسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك وفي أولادك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً