الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العشى الليلي، هل يمكن أن ينتقل بالوراثة؟

السؤال

السلام عليكم.

أخي يبلغ من العمر 36 عاما، وقد ارتبط بزوجته 20 سنة، مر على زواجهم خمس سنوات تقريبا، هي الآن في شهورها الأخيرة من الحمل، وهي من عائلة تحمل مرض العشى الليلي، هي ليست مصابة ولا والدتها ولا والدها لكن لها من بنات خالتها وأعمامها، يعني المرض منتشر بينهم بكثرة، طبعا العشى الذي يؤدي إلى العمى في سن مبكرة.

السؤال هنا: هل هي تكون في مراحل إصابة كونها في سن صغيرة لأنها في الفترة الأخيرة تحتاج إلى نظارة للقراءة وللكمبيوتر والتلفاز؟ وهي على وشك ولادة الآن، فما هي احتمالية إصابة الطفل بهذا المرض الوراثي؟ ومتى يتم اكتشافه، وهل له علاج، ولو أنجبت مرة أخرى هل هناك احتمال بأن يكون في مولود آخر لها؟

أتمنى توضيح مرض العشى وكيفية الإصابة به وكيفية تجنبه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العشى الليلي هو: صعوبة أو عدم القدرة على الإبصار في الليل أو في الضوء الخافت.

ومن أسباب العشى الليلي:

- نقص فيتامين p، وذلك لعدم تناول الأغذية الغنية بهذا الفيتامين مثل: اللبن والجزر، وكبد الحيوانات مثل الدجاج والأبقار.

- الماء الأبيض والماء الأسود.

وهذه الأسباب علاجها سهل بعلاج السبب.

- أما ما سألت عنه فهو المرض الوراثي الذي يسمى: التهاب الشبكية الصبغي retinitis pigmentosa.

وهو مرض وراثي لا يعرف سببه، يصيب خلايا الشبكية العصوية - rods - التي توجد في أطراف الشبكية والمسؤولة عن الرؤية في الضوء الخافت.

ونتيجة لهذا الخلل تبدأ أعراض المرض في سن مبكرة من متاعب في الرؤية الليلة والضوء الخافت (ويمكن معرفته من خوف الطفل من الظلام أو عند إطفاء النور) ثم مع تقدم العمر يبدأ النظر الجانبي في النقصان (مجال الرؤيا) حتى يصل كأنه ينظر من خلال أنبوب، ثم تتأثر حدة النظر، ولكن لا يصل إلى العمى التام، وقد يصاحبه ماء أبيض.

وطبيب العيون يستطيع أن يشخص هذا المرض من فحص الشبكية وما يراه بعينه من وجود صبغات وضمور في الأوعية الدموية وتغير في العصب البصري، وللأسف لا يوجد علاج ناجح حتى الآن لهذا المرض.

أما عن كيفية تجنبه؟ فهو الابتعاد عن زواج الأقارب في حال وجود هذا المرض في العائلة.

أما بالنسبة لتساؤلك: فإنها الآن في العشرين من العمر ووالديهما سليمان وهي غير مصابة، -فإن شاء الله- لن تصاب بهذا المرض.

أما عن قولك أن أبناء خالتها وأبناء أعمامها مصابون فهذا خارج عن قوانين الوراثة، فلربما أبناء الخالة انتقل عن طريق الوالد وهو غريب، وكذلك أبناء العم فلربما عن طريق الأم وهي غريبة أيضا.

أما بالنسبة للطفل، فإنه بهذه المعطيات نحن ندعو الله أن لا يصيبه هذا المرض ولا إخوانه في المستقبل.

فعليكم بالتوكل على الله, ولا مانع من عرض الطفل على طبيب العيون للاطمئنان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً