الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يصيبني اكتئاب وعضب عندما أتذكر أشخاصا أكرههم وأتخيل أني في شجار معهم

السؤال

لماذا أشعر باكتئاب أو غضب عندما أتذكر أشخاصا أكرههم، وأتخيل أني في شجار معهم حتى أفقد أعصابي، وتسبب لي الإحراج، والمشاكل تزداد خاصة بعد وفاة والدي -رحمه الله- منذ ثلاثة أسابيع، وأحيانا أنسى أنه توفي.

لماذا تأتيني خيالات كثيرة لا أتحكم فيها، أحلم بحياة مختلفة تماما، وأحلم أحلاما مخيفة، وسوف تنتهي، وأتخيل أشياء مستحيلة.

أرجو الإفادة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ش ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيظهر أنك حساس في شخصيتك، وشخصيتك أيضًا تحمل سمات القلق، وهذا هو الذي يجعلك عرضة لنوبات الغضب والانفعال السلبي حين تجتر بعض الذكريات السلبية خاصة حول بعض الأشخاص.

وفاة والدك لا شك أنه حدث كبير، نسأل الله تعالى أن يرحمه، وأقصد أنه حدث كبير في المفهوم النفسي، فحزن الأبناء بعد وفاة الآباء معروف ومثبت، معظم يتخطى هذه المرحلة بسلام وأمان شديد، وقلة قد يعاودهم الاكتئاب أو يلازمهم الكدر لفترات طويلة.

نسيانك أن والدك قد توفي في بعض الأحيان؟
الإنسان ينسى، وما سمي الإنسان إنسانًا إلا لنسيانه، والنسيان يعتبر نعمة، كما أن زيادة القلق تُفقد الإنسان التركيز في بعض الأحيان.

الخيالات التي تأتيك هي نتاج لحالة القلق التي تعيش فيها، وهذه قد يسميها البعض بأحلام اليقظة، وهي تكثر في مثل عمرك، وفي حالات وجود القلق، لكن أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، وهنالك اعتقاد بين الباحثين بأن وجود شيء من أحلام اليقظة يعتبر مفيدًا وإيجابيًا، لأن الإنسان يستطيع أن يبني فكره على ما يتخيله في بعض الأحيان، وكثير من الكتّاب والباحثين كانت تأتيهم خيالات وأحلام يقظة، وقد استفادوا منها ليصبحوا كتّابًا ومؤلفين.

الذي أرجوه منك هو أن لا تكون حساسًا، عبّر عن نفسك، لا تكتم، فالكتمان يؤدي إلى انفعالات نفسية سلبية.

ثانيًا: يجب أن تتدرب على إدارة الغضب؛ وذلك من خلال تطبيق العلاج النبوي، فحين تغضب عليك بأن تستغفر الله تعالى، وأن تغيّر مكانك، وأن تستعذ بالله من الشيطان الريجيم، وأن تغير وضعك، فإذا كنت جالسًا فقم، وإذا كنت واقفًا فاجلس، ثم بعد ذلك اتفل على يسار شقك الأيسر، وذلك لصرف الانتباه، ويا حبذا أيضًا لو توضأت؛ لأن الوضوء يطفئ نار الغضب، وإذا صليت ركعتين تكون قد أكملت علاج إدارة الغضب بصورة ممتازة جدًّا.

من يطبقون هذا العلاج السلوكي الجميل تجدهم لا يحتاجون لتكراره كثيرًا؛ لأن مجرد تذكره حين تأتيهم إشارات الغضب الأولى هذا يجهض نوبة الغضب.

ممارسة الرياضة مطلوبة جدًّا في حالتك، وسوف تفيدك كثيرًا، تطبيق تمارين الاسترخاء دائمًا ننصح بها في حالة الانفعالات السلبية، لأن الاسترخاء يجلب الطمأنينة، والطمأنينة عكس الانفعال.

للتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

في مثل حالتك تناول دواء بسيط مثل عقار تفرانيل، والذي يعرف علميًا باسم «إمبرامين» وهو متوفر في مصر، ولا يحتاج لوصفة طبية، يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أنصحك بصفة عامة أن توجه طاقاتك نحو الدراسة، وأن تنظم وقتك وتديره بصورة صحيحة، وكما ذكرت لك فإن الرياضة وسيلة لتقوية النفوس والأجساد، فكن حريصًا على ذلك.

حاول أن تتعلم التسامح، فالتسامح نعمة كبيرة جدًّا، وكن مع الأخيار وابن علاقات طيبة وصدقات نافعة، واحرص على الصلاة في وقتها، واحرص على أذكار النوم، هذا -إن شاء الله- يقضي على الأحلام المخيفة، ولا تتناول طعاما العشاء متأخرًا، وبممارسة الرياضة كما ذكرت لك مسبقًا فسوف يتحسن النوم لديك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً