الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الخروج من المنزل، هل له علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً جزيلا لكم وللدكتور محمد عبد العليم بارك الله فيكم وفيه.

أعاني بطريقة فظيعة من الخوف من الخروج من المنزل أو البقاء في المنزل بمفردي، فهل هناك علاج؟ علماً بأن امتحاناتي قريبة، وأنا بقي لي 6 أشهر لم أخرج من المنزل إلا إلى مناطق قريبة جداً، وفكرة خروجي من المنزل والجلوس بمفردي في المنزل تتعبني كثيرا، فهل من علاج؟

كما أني مصاب بالغازات الشديدة في البطن والقولون العصبي، وأعاني من حالة الاكتئاب الشديدة، بسبب حالة القلق والخوف من الخروج من المنزل أو الجلوس بمفردي في المنزل.

أرجو الرد السريع من فضلكم، وشكراً جزيلاً أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حالة المخاوف التي تنتابك هي نوع مما يسمى برهاب الساح، وهو يتمثل في الخوف من الذهاب إلى الأماكن الخارجية أو المزدحمة، أو حين يكون الإنسان لوحده يحس بالخوف وعدم الطمأنينة، ويطمئن أكثر لوجود الرفقة، خاصة إذا كانت الرفقة رفقة آمنة.

أعراض القولون العصبي التي لديك هي جزء من حالة القلق التي سببت لك المخاوف.

الإرشاد العام هنا يقوم على مبدأ تصحيح المفاهيم، وفي هذا السياق نوضح لك أن المخاوف هي قلق وهو مكتسب، والشيء المكتسب يمكن أن يُفقد من خلال التعليم المضاد، لذا أن تقوم بالخروج من المنزل وتصر على ذلك هي الوسيلة العلاجية الفعالة، والخروج لا بد أن يكون لمسافات بعيدة عن المنزل، وسوف تحس بالقلق وبالتوتر الشديد حين تخرج لوحدك، لكن بعد ذلك سوف ينحسر حتى ينتهي تمامًا.

تواجدك لوحدك أيضًا ركز عليه، وتذكر أنك في معية الله.

من المهم جدًّا أن تعرف أيضًا أن القلق والخوف يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية جسدية، منها زيادة في إفراز مادة الأدرانلين، وهذا يجعل الإنسان يحس بتسارع في ضربات القلب، وانشداد جسدي وربما رعشة، وهذه الأعراض هي أعراض داخلية خاصة ولا يلاحظها بقية الناس. هذا مهم جدًّا.

ثالثًا: هنالك أنواع من العلاج السلوكي ذات فوائد عظيمة لعلاج هذا النوع من المخاوف، ومنها الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة، وممارسة الرياضة الجماعية، وتطبيق تمارين الاسترخاء، ولتطبيق هذه التمارين: أرجو أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية هذه التمارين.

العلاج الدوائي متوفر، ومن الأدوية الممتازة العقار الذي يعرف تجاريًا باسم «زولفت» ويعرف تجاريًا أيضًا باسم «لسترال» ويعرف علميًا باسم «سيرترالين» وله مسميات تجارية متعددة، ويسمى في مصر باسم «مودابكس» ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفعها إلى حبة كاملة، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين – أي مائة مليجراما – تناولها يوميًا ليلاً، ويمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة ليلاً كما ذكرنا، أو يمكن أن تقسمها إلى جرعتين بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء. يجب أن تستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء سوف يفيدك كثيرًا في أمر الخوف والقلق والتوترات، وأعراض الجهاز الهضمي التي تشكو منها.

لا بد أن تطبق التعليمات السلوكية مع تناول الدواء، وإن شاء الله تعالى سوف تجد نفسك في أمن وأمان، وتستطيع أن تواكب الدراسة، ونسأل الله تعالى لك النجاح والتوفيق في الامتحانات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً