الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أحلام اليقظة....ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

عمري 16عاماً، وأعاني من أحلام اليقظة, وأتخيل أشخاصا غير موجودين بكثرة، لدرجة أنني أفصل النوم لكي أشرد في خيالي، وفي أغلب الأحيان أفيق من نومي، لكي أستكمل خيالي، أرسم فارس أحلامي .

الشيء الذي لا أفتقده في حياتي حنان أبي مثل كل الآباء لأبنائهم، أتخيل أن أبي هو كل شيء وهكذا، وكذلك في المدرسة أعاني من ذلك في الحصص، خصوصاً حصص الانجليزي أذهب في خيالي مما أدى إلى الانفعال الزائد والعصبية، والتلفظ بألفاظ سيئة أثناء عصبيتي مع الناس، وأرى أني سيء التعامل مع الناس، وفي أوقات مذاكرتي لا أستطيع لكثرة أحلام اليقظة، وأعاني من سوء الحفظ والفهم.

هل من علاج؟ أرجو منكم مساعدتي في هذا الأمر.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جومانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن هنالك مراحل في حياة الإنسان تزداد لديه الانفعالات النفسية، ويعرف أن المرحلة التي أنت فيها الآن -وهي عمر الستة عشر سنة- هي مرحلة تغيرات نفسية, وبيولوجية، ووجدانية, وفسيولوجية، وكذلك اجتماعية.

الفكر المتدفق, والخيالات المتداخلة هي أمر طبيعي جدًّا في هذه المرحلة، ما لا يستطيع الإنسان أن يعبر عنه قد يظهر لديه في شكل أفكار، أو ما يود أن يحصل عليه مستقبلاً ويتمناه قد يظهر في شكل ما يسمى بأحلام اليقظة.

إذن المرحلة التي تمرين بها هي مرحلة طبيعية جدًّا، لكن هذه الأحلام قد تسيطر أحيانًا على الإنسان, وترفع لديه درجة القلق، مما يؤدي إلى شرود الذهن, وضعف التركيز، وهنا يجب أن تكون هنالك تدخلات معينة من جانب الشخص، فأنا أنصحك أولاً أن تفهمي أن هذه المرحلة مرحلة مؤقتة وعابرة، ولذا يجب أن تقللي اهتمامك بها.

ثانيًا: حاولي أن تركزي على فكرة واحدة، هذه الفكرة يجب أن تكون واقعية بعض الشيء، وقولي لنفسك: (لن أفكر أبدًا في الأفكار الأخرى، وجوهر تفكيري سوف يكون حول هذا الموضوع) مثلاً تخيلي نفسك أنك أستاذة جامعية، هذا لا بأس به أبدًا.

أستاذة جامعية هذا يعني أن تكوني مجتهدة من الآن في دراستك، أن تكوني منظمة لوقتك، أن تتيحي لنفسك السبل التي تجعلك تكتسبين المعارف التي تتطلبها مرحلة الأستاذية, هذا تفكير جيد، تفكير معقول، ويمكن أن يلامس الواقع، والتخيل هذا في حد ذاته سوف يساعدك لأن تكوني أكثر استعدادًا ورغبة وقوة في الإرادة, من أجل الإنجاز الإيجابي، هذه واحدة.

ثانيًا: تمارين الاسترخاء تفيد كثيرًا في تذويب القلق بصفة عامة, وحصر أحلام اليقظة، استلقي على السرير في غرفة هادئة تكون إضاءتها خافتة، ضعي شريطا أو CD القرآن الكريم، استمعي إليه, واجعلي الصوت خافتًا، ثم أغمضي عينيك، وتدبري فيما تستمعين إليه من آيات بينات، ثم قومي بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، واملئي صدرك بالهواء - هذا هو الشهيق - بعد ذلك أمسكيه في صدرك لمدة ثانيتين أو ثلاث لتعطي فرصة للأكسجين لينتشر في الجسم، بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

هذا التمرين يكرر أربع مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح, ومرة في المساء، هذا التمرين ذو فائدة كبيرة جدًّا.

نصيحتي الثالثة هي: أن تطبقي أي تمارين رياضة تناسب الفتاة المسلمة.

رابعًا: نظمي وقتك تنظيمًا دقيقًا، وهذا -إن شاء الله تعالى- يساعدك في الدراسة, وفي الحفظ وفي إنجاز كل ما تريدين الوصول إليه، وذلك من خلال التنظيم الحسن للوقت.

لا أرى أنك في حاجة أبدًا لأي علاج دوائي.

لمزيد الفائدة تراجع علاج أحلام اليقظة سلوكيا: (281321 - 273281 - 280938) وعلاج العصبية والغضب سلوكيا: (276143 - 268830 - 226699).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً