الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعصر جلد يده بأصابع يده الأخرى، ما السبب وما العلاج؟

السؤال

أخي عمره 16 سنة, لديه عادة أن يعصر جلد يده من الجهة الظهرية بأصابع اليد الثانية, حيث يجمع الجلد، ويضغط عليه بإصبعه حتى أن جلده بدأ يترهل، وأنا أنبهه دائما فيتركها، ويبعد يديه عن بعضها ثم ينسى، ويعود ثانيا من غير أن يشعر.

ما سببها؟ هل هي بسبب حالة نفسية؟ وما العلاج المناسب له؟ فأخي بحالة نفسية جيدة، وهو طبيعي جدا.

جزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هنالك بعض العادات النمطية المكتسبة منها ما يقوم بها أخوك، وقد فسّرها علماء النفس أنها نوع من السلوك الوسواسي، أو هي مجرد عادة مكتسبة, يقوم بها الإنسان من أجل أن يزيد من استشعار نفسه؛ ليُخرجها من الملل، وهذا نشاهده لدى الأطفال, ولدى اليافعين، وفي مرحلة البلوغ, وفيما بعدها.

هذا الفعل الذي يقوم به أخوك يأتي تحت ما يسمى بعصاب الطفولة واليفاعة، ومنها: قضم الأظافر, ومص الأصبع, ونتف الشعر، كلها تأتي تحت هذا المحتوى، وهي عادات عابرة في الغالب, وتنتهي -إن شاء الله تعالى-.

يمكن أن تنبهي أخاك -كما تفعلين الآن- أن هذه العادة عادة سخيفة، ولابد أن يصرف انتباهه لما هو أفيد، فحين يأتيه الشعور بأن يقوم بالضغط على جلده, يقوم بفعل مخالف وبديل، وهو بأن يضرب يده على جسم صلب حتى يحس بالألم, هنا يكون رابطًا ما بين الفعل الوسواسي -جمع الجلد والضغط عليه- والألم الذي سوف يقع عليه من جراء ضرب يده.

هذا التمرين يكرر عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح، ومرة في المساء. يضرب على يده بدل أن يجمّع الجلد ويضغط عليه.

إذا استطاع أخوك أن يقرن بين الفعلين بصورة جيدة فهذا يؤدي إلى ما نسميه بفك الارتباط الشرطي، ومن ثم يبدأ -إن شاء الله تعالى- يالتخلص من هذه العادة.

بعض الناس يستفيد أيضًا من دواء يعرف تجاريًا باسم (فافرين)، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) لكن أعتقد أن حالة أخيك بسيطة، وربما لا تتطلب تناول هذا الدواء أو غيره.

عليه أيضًا أن يتدرب على تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة، هنالك تمارين تسمى بتمارين التنفس المتدرج، دعيه يجلس على الكرسي، يكون كرسيًا مريحًا، يضع يديه عى ركبتيه، يفتح فمه قليلاً، ويغمض عينيه، يفكر في شيء جميل، بعد ذلك يقوم بأخذ نفسٍ عميق وبطيء عن طريق الأنف، ويملأ صدره بالهواء، ثم يمسك الهواء قليلاً في صدره، ثم بعد ذلك يُخرج الهواء بكل قوة، وبطء عن طريق الفم.

يُكرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وإن شاء الله تعالى سيساعده كثيرًا.

ساعدي أخاك ليصرف انتباهه إلى ما هو أفيد, وذلك من خلال الانخراط في الألعاب الرياضية، والمساهمة في شؤون الأسرة، والاجتهاد في دراسته, والتواصل الاجتماعي, وبر الوالدين... هذه كلها -إن شاء الله- مفيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على اهتمامك بأمره، ونؤكد لك أن الحالة هي حالة عُصابية نمطية تعودية وسواسية عابرة -إن شاء الله تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات