الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من هلع وخفقان في القلب...فما الدواء الأصلح لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من حالة هلع وخفقان في القلب منذ شهر تقريبا, ذهبت إلى الدكتور ووصف لي دواء (بوسبار) نصف قرص صباحا ومساء مع نصف قرص (ريميرون) مساء, تحسنت حالتي إلى حد كبير, ولكن انتكست مرة أخرى عند سماعي خبرا أليما.
زدت جرعة (البوسبار) إلى قرص صباحا ومساء مع نصف قرص أو قرص (ريميرون), تحسنت حالتي نسبيا ولكن عندي إحساس طول الوقت بأن نوبة سوف تأتي, ومزاجي مكتئب.

المشكلة أني دائم التردد على عيادات الطوارئ ، وهناك وصف لي دكتور العلاج الآتي:
(زولام) نصف قرص صباحا وقرصا مساء لمدة 5 أيام, ثم قرصا مساء لمدة أسبوع, ثم نصف قرص أسبوعا ويوقف + دواء (seroxat 12.5) كبسولة بعد الإفطار 10 أيام, ثم نفس الدواء بتركيز25 مح 3 شهور.

ذهبت إلى دكتور آخر وصف لي الآتي: قرصين تريبتيزول مج10 مساء + سيبرام 20 نصف قرص مساء لمدة أسبوع, ثم تزيد الجرعة إلى قرص صباحا ومساء +دواء دوجماتيل 200 نصف قرص مساء + قرص إندرال مساء+ زولام قرص مساء لمدة أسبوع ثم يوقف.

أرجو منكم أن تنصحوني أي العلاجات السابقة هو الأصلح لي؟ أنا الآن آخذ البرسبار 3 مرات في اليوم+ نصف قرص زولام حتى أستطيع أن أنام, شعرت بتحسن طفيف في حالتي وإن كان مزاجي مكتئباً ولا أريد سماع أي شيء يحزنني.

انصحوني ما هي الأدوية الأصلح لحالتي؟ وهل سيتم الشفاء من هذه الحالة؟ وكم تحتاج من الوقت؟

ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

نوبات الهلع والهرع هي نوع من القلق النفسي، هذا النوع من القلق النفسي ربما تتأتى منها وساوس, هذه الوساوس تظهر في شكل قلق توقيعي ونقصد بذلك: أن يكون الإنسان دائماً عائشا تحت التهديد النفسي الذي يتمثل في انتظار متى ستأتي النوبة القادمة، هذا النوع من التفكير يعتبر تفكيرا مخلا وتفكيرا غير منطقي, والتخلص منه وتجاهله هو واحد من الأسس الجيدة جداً لعلاج نوبات الهلع والهرع، والشيء الثابت والمؤكد أن نوبات الهرع والهلع بالرغم من أنها مزعجة ولكن بعد أن يتعود عليها الإنسان -بعد النوبة الثانية أو حتى الثلاثة- لا تكون بنفس الفظاظة والشدة، وهذا يحدث حتى بالنسبة للذين لم يتناولوا العلاج، بمعنى أنه إذا فهموا طبيعة هذه النوبات -حتى وإن لم يأتي التعافي الكامل- ستكون درجة تحملهم لهذه النوبات أفضل كثيرا, كما أن القلق التوقعي سوف يقل أيضا، هذا من ناحية.

أخي الكريم : الذي أريده منك أن تستوعبه جيداً هو أن حالتك بسيطة, وأنه يمكن علاجها، والتفكير المنطقي والإيجابي هو أحد وسائل العلاج، وصرف الانتباه وذلك من خلال الانخراط في أنشطة مختلفة, وتغير نمط الحياة وممارسة الرياضة، والإكثار من التواصل الاجتماعي، كلها أساليب علاجية مطلوبة لمثل هذه الحالات، ولمزيد من العلاجات السلوكية لمثل حالتك راجع هذه الاستشارة (278994 ).

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فالأدوية متقاربة ومتشابه ولا يوجد أبداً سبب علمي لأن يكثر الإنسان من تناول أدوية متعددة في ذات الوقت، فمثلاً الأبحاث كلها تشير أن دواء واحدا مثل السبرالكس سوف يكون مفيدا جداً لمثل حالتك، أو أن تستمر على عقار زيروكسات ومعه البوسبار وهذا أيضا جيد جداً، والسيبرام ومعه البوسبار هذا أيضاً يعتبر جيد جداً، أو حتى لو تناولت السيبرام لوحده بجرعة(40) مليجرام في اليوم لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر ثم تخفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى كجرعة وقائية, ثم تخفض إلى نصف حبة لمدة شهر ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

فيا أخي الكريم هذه الخلطات الدوائية نماذجها مختلفة جداً, وأنا لا أريدك حقيقة أن تتنقل بين الأطباء تسمع وجهة نظر مختلفة في بعض الأحيان تكون متضاربة، فحالتك بسيطة والتزامك بأي دواء سوف يساعدك.

فيمكنك أن تتخير مما ذكرته لك ويفضل ذلك بعد مشاورة طبيبك، أما بالنسبة للنوم فيعتبر السيبرام دواءً جيدا جداً لتحسين النوم، والزولام دواء بالفعل لطيف واسترخائي ويحسن النوم ويزيل الهلع والقلق والتوتر، ولكن يعاب عليه أن الإنسان قد يتعود عليه إذا تناوله لمدة طويلة أو بجرعات كبيرة, فيا أخي يجب أن تتخذ المحاذير اللازمة في هذا السياق.

وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب،

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً