الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف إيماني وذهبت للساحر فأرشدوني للصواب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع المفيد.

أتمنى أن تساعدوني بأسرع وقت ممكن, لقد ضعت، وللأسف ضعف إيماني وكفرت بما أنزل على محمد وبدون قصد مني ولا أعرف كيف!

عانيت بما فيه الكفاية, كان بيني وبين الجنون شعرة أو وصلت للجنون بعدما ضاقت بي الدنيا ولم أجد أي حل, كان أمامي حل وحيد لتكون حياتي كما أريد, نصحني أناس بشخص وقالوا: هو يحل المشاكل ويعرف كل شيء, ذهبت أنا بأقدامي له ومن هنا الجنون أصابني.

بدأت عندما عرف كل شيء عني -عن طريق القرين- وبما يدور بخاطري, وجلس يحدثني عن أقرب الناس لي بأنهم يريدون لي الأذى, وصديقتي تخونني مع زوجي, ولكن الطامة الكبرى - وأنا من أكثر الناس حرصا ألا أقع بهذه الأمور- أعطيته شعرتين من شعري لأن زوجي كان خائنا, وأنا دائما أشك به ولا أثق به أبدا, وحظي من الدنيا قليل, ضعفت عندما أخذ الشعرتين مني قال لي: سوف تكون حياتك على أحسن ما يرام, وأنا من غبائي صدقته ونسيت قدرة الله عز وجل, ونسيت أنه لا أحد يتعدى على قدرة الله, وما كتبه الله لي, وأنه لا يرد القضاء والقدر إلا الدعاء لله سبحانه.

وعندما تعبت من زيارته ذهبت لأنام ودعوت الله -لأني أحس أن ربي يبعد عني وغضب مني - بكيت وطلبت المغفرة منه واستخرته ورجوته إلى أن أظهر الله لي حقيقة هذا الدجال, ولم أعد أتصل به فأصبح هو الذي يتصل بي, وكأن له مصلحة معي.

ذهبت إلى شيخ يقرأ القرآن، وأعطاني ماء مقروء عليه وعسلا, وطلب مني أن أشربه وأستحم به قبل النوم, وأدهن جسمي بالزيت, وأن أشرب على الريق زيت الزيتون.

أنا نادمة على فعلي هذا, وخائفة من رب العالمين, وخائفة من الذي سيعمله بشعري!

أحس كأن أحدا يراقبني, وأنا الآن ملتزمة بأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ.

بارك الله فيكم دلوني ماذا أفعل؟

صليت صلاة الاستغفار وصلاة شكر لله رب العالمين لأنه أنقذني في الوقت المناسب.

وهل ما فعله الدجال من حرق ورق له مضرة للأشخاص الذين كتب أسماءهم عليه؟

لأنه والله - والله شاهد على ما أقول- طيلة حياتي لم أفكر بالانتقام من أحد, أو أن أضره بشيء, وليس عندي الروح الشريرة, ولكن شدة الأذى أوصلتني لهذا الحد وتبت, ولقد قلت لجميع الأشخاص ما فعل وما قال, وللعلم عندما ذهبت للشيخ قال بأنه معمول لي سحر تفرقة لي ولزوجي، علما أن الخلافات بيننا قديمة, ومن الممكن أن يكون هذا الدجال قد زاد الطين بله.

أرشدوني للصواب بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أختي السائلة حفظك الله ورعاك: وأشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك على حل مشكلتك.

أختي الفاضلة: أنا أهنئك على تداركك للخطأ, وتوبتك واستغفارك وندمك، فهؤلاء الدجالون همهم الوحيد هو إفساد وتخريب البيوت, مثل الشياطين يريدون أن يفرقوا بين المرء وزوجه ، وأنت كنت في غنى عن ذلك.

أختي الفاضلة: المشاكل لا تحل عن طريق الدجالين, وإنما هناك علماء وهناك دعاة وهناك أهل الاختصاص سواء في الجانب الشرعي أو الجانب الأسري أو الجانب النفسي الإرشادي, تستطيعين أن تأخذي منهم العلاج والحلول لمشكلتك .

حاولي أن تكثري من الاستغفار، فالذي يلزم الاستغفار يجعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب, وحاولي أن تكثري من قراءة القرآن، وكثرة الذكر، والتزمي بأذكار الصباح والمساء، فكل هذا سيحفظك بإذن الله تعالى من الدجالين ويصلح بينك وبين زوجتك، ويجعل حياتكما سعيدة بإذن الله تعالى.

أيضاً حاولي أن تشغلي وقتك بالأعمال المفيدة لك في الدنيا والآخرة، وعليك بكثرة القراءة للكتب المفيدة وسماع النافع من الأشرطة، وعليك بممارسة الرياضة المناسبة لجنسك وطبيعتك.

أما بالنسبة للأشخاص الذين حاولت أن تؤذيهم فحاولي أن تطلبي من الله تعالى المغفرة ولا تعودي لمثل هذا العمل، وادعي الله لهم بظهر الغيب .


د: حسن البريكي
========================

إضافة لما ذكره د. حسن البريكي من نصائح قيمة، نحب أن نؤكد لك بأنك على الطريق الصحيح، وأنه لن يضرك هذا الدجال بإذن الله ما دمت تحافظين على الأوراد والأذكار الشرعية، فالدجال ضعيف، وأضعف منه شيطانه الذي يعتمد عليه كما قال الله تعالى: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) فلا تقلقي ولا تخافي، فإن الله تعالى قد أعطاك سلاحا تردين به أي اعتداء قد يحصل من قبل الدجال وأعوانه، ونؤكد لك بأنه لن يستطيع أن يضرك ما دمت مثابرة على الرقية والتحصينات الشرعية، وقراءة سورة البقرة فكما قال عليه الصلاة والسلام: ( أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) أي السحرة..

نسأل الله أن يحميك، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً