الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلام كثيرة تصدني عن ذكر الله.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة أنا لا أدري أمشكلتي نفسية أم دينية.

أنا مثل كل فتاة في عمري تحلم بالزوج الصالح والزواج والفستان الأبيض، واليوم الذي يراني فيه أهلي وأصدقائي عروسا جميلة، وكل هذه الأحلام -من وقت لآخر- تستيقظ بداخلي وأتشوق إليها بشدة، وتبدأ المشكلة -أحلام اليقظة- فأظل أتخيل هذه المواقف كثيرا وتأخذ من وقتي الكثير، وما يساعدني على ذلك أني أجلس بمفردي في غرفتي كثيرا فأكون بحريتي، أتخيل أشخاصا وأتكلم وأبتسم وأضحك كأنني أمثل، وبعدها أجد فتورا كبيرا في قلبي في الصلاة، يقل الخشوع جدا، ولا أكمل أورادي وأهمل في كل شيء؛ لأنني أضيع الوقت بهذه الأحلام، وتجعل قلبي مشغولا بها، وما يؤلمني أني أكون سعيدة بها، ولا ألتفت لما يضيع مني من أوراد وواجبات.

أنا أعلم أن هذا من دنو الهمة، وأن كل هذه الأحلام شهوات، وأحاول أن أجاهد نفسي لكن تبوء محاولتي بالفشل أمام سيل المشاعر التي بداخلي، من شوق لهذا الحلم أن يتحقق.

وأيضا من هذه الأحلام والتخيلات مشكلة أخرى: كنت قد أرسلتها هنا في الموقع من أيام قليلة وهي مشكلة الخجل الزائد -وخاصة مع محفِّظتي- فأتخيل نفسي صديقتها أتكلم معها بطلاقة وبحب، وأحكي لها كل ما أريد، فأنا أحبها حبا جما، وأتمنى لو أصادقها؛ لكن يحجز بيني وبينها خجل وسوء تصرف في المعاملة، وقلة اللباقة وأشياء كثيرة.

أتمنى وأرجو أن تتغير شخصيتي الحالمة تلك، وتكون شخصيتي قوية، وتزيد ثقتي بذاتي ومهاراتي في التعامل والتواصل، وتكون شخصيتي ملائمة لشخصية الداعية إلى الله.

وأرجو أن أتقرب إلى الله، وأسير في الطريق إليه، وأكون ملتزمة حقا في ديني، وهذه الأحلام تعرقل خطواتي، وتثقل أقدامي في الطريق إلى الله، فمن الله الفرج، ومنكم أنتظر الدواء الشافي، والنصيحة الغالية، والدعاء لي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على سؤالك الذي ربما له جانب شرعي وآخر نفسي، وهكذا الحياة كلها، فنحن عندما نفصل بين بعض الجوانب عن بعضها الآخر، فهذا من باب التقسيم الفني، بينما الإنسان كلٌ متكامل بكل جوانبه المختلفة.

أحلامنا ربما تلعب دور المرشد لسلوكنا، توجهنا في سلوكنا وتصرفاتنا، وإن من حقك أن تحلمي بما تحلم به من هي في عمرك من الفتيات، وأن ترتاحي لمثل هذه الأحلام، لبعض الوقت، ولكن ربما يفيد أن تسترسلي طويلا في هذه التجربة من الأحلام.

فأقول لك: نعم، احلمي بما ترتاحين له، على أن لا يتعدى هذا الحلم على ما هو مطلوب منك من المهمات والواجبات الأخرى، فكيف نوجد التوازن المطلوب في حياتنا؟ ويمكنك لذلك أن تحددي وقتا قبل بداية الحلم، وتقولي لنفسك سآخذ نصيبي اليوم من بعض الحلم، وحددي الوقت لذلك، وستجدين مع الوقت أنك بدأت تتحكمين أكثر وأكثر في توزيع الأوقات بالشكل المناسب، وستصلين أيضا مع الوقت لتكوني الداعية الموفقة التي يمكن أن يهدي الله على يديك الكثير من الفتيات.

ولمزيد من الفائدة نحيلك إلى هذه الاستشارات لمعرفة علاج أحلام اليقظة سلوكيا: (281321 - 273281 - 280938 - 281321)، وعلاج الخجل سلوكيا (419521 - 19762 - 226256 - 285306).

وهناك في هذا الموقع الكثير من النصائح والتوجيهات في التعامل مع "أحلام اليقظة".

وفقك الله ويسّر لك الخير والتوفيق في كل خطواتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً