الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في الزواج من قريبتي بسبب صفات أمها السيئة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا نشكركم جزيل الشكر على جهودكم الجبارة، وأسأل الله أن أجد ضالتي وضالة كل سائل في موقعكم المرموق:

أنا شاب مقبل على الزواج وقد أخبرت أمي وأهلي بأني أريد ابنة خالتي، وقد انتشر الخبر بين الأهل كلهم بأنها ستكون شريكة حياتي في المستقبل، مع العلم أن اثنين من إخواني وعمي متزوجين أخواتها.

أخي الأول زوجته من النوع القنوع والصبور، أما أخي الثاني وعمي زوجاتهم عكس ذلك تماما فينصحوني بأن لا أتزوج من بنت خالتي، وسأندم مثلما ندموا، ويحذروني دائما من أمها بأنها طماعة ومتسلطة، وهي من تصنع المشاكل بين بناتها وأزواجهم وتشجع بناتها على العمل وجني المال مع أن ذلك غير مرغوب عند أزواجهم.

فهل يجب علي أن أنسحب، وأن لا أتزوجها خوفا من المشاكل المستقبلية؟ مع أني أخاف الله كثيرا، وأخاف على جرح مشاعر الفتاة؟

مواصفات الفتاة هي كالتالي: عمرها 18 سنة متوسطة الدين والجمال، تحب أن تمدح نفسها كثيرا، وتردد ما تقوله أمها أن الفتاة لا بد أن تشتغل وتجني المال.

ما هو رأيكم؟ هل أقبل على الزواج من هذه الفتاة أم لا؟ مع العلم أني لا أرغب بأن تكون زوجتي تدرس الدراسة الجامعية ثم تشتغل؛ لأن مكان شغلي في غربة؟

فهل يجب أن أضع لهم شروطي قبل أن أتزوج بها؟ أم أتجنب هذا الزواج شكلا ومضمونا؟

ملاحظه هامة: لي أكثر من 5 سنوات، وأنا أستخير الله في ابنة خالتي! قلبي يوجهني إليها والمشاكل التي تواجه أخي وعمي، وصفات أمها السيئة هي التي توقفني عن الزواج من ابنتها؟

أسألكم بالله أن تردوا علي، وأن لا تتجاهلوا سؤالي؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها السائل حفظك الله ورعاك وأشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنكون عند حسن ظنك بنا.

أولا أنا أحيي فيك صراحتك، وأنك بالفعل تريد أن تؤسس أسرة تبنى على قاعدة صلبة وصحيحة من البداية بعيدة عن المشاكل، ولا تريد أن تجازف بعمرك في شيء قد تتعب من ورائه، ولا تحصل إلا على التعب والحزن.

أيها الفاضل أريد أن أنبهك إلى أمر يجب أن تجعله سلاحا في حياتك، ويكون مرافقا لك في كل أمر تقدم عليه، ألا وهو الاستخارة والاستشارة، فأي أمر تقدم عليه عليك أن تلجأ إلى الاستخارة المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وتلازمها حتى يطمئن قلبك لهذا الأمر، ثم عليك بالاستشارة، فلا بد أن تستشير من هو أكبر منك وأعلم منك ولديه التجربة في هذا الأمر أو عنده خلفية عن الموضوع الذي ستقدم عليه.

وعليك بالأخص أن تستشير الوالدين في هذا الموضوع هل هما متقبلان لهذه الزوجة أم لا، ولا تفعل شيئا بدون رضا الوالدين، فخذ رأيهما قبل أن تأخذ رأي أي شخص فإن هما رضيا واطمئن قلبك لهذا فتوكل على الله ولا تتردد، واستفت قلبك.

والخلاصة إذا كانت البنت ذات خلق ودين فاظفر بها ولا تتردد، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حثنا على ذلك فقال: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" وذلك طبعا بعد الاستشارة والاستخارة كما ذكرت لك، وأما موضوع عملها من عدمه فناقشها فيه قبل الزواج عن طريق من تثق فيه من أم أو أخت.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات