الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الأمراض الفتاكة وأفكر بالموت دائما، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم.

أنا أحمد 23 سنة، أب لطفلة, أشعر أني مريض بأمراض فتاكة، وأشعر أني سأموت قريبا، وفي حال تفكيري بهذه الأفكار أشعر بصداع مع ذلك.

ذهبت لدكتور القلب, وعمل لي فحصا سريريا، وعمل لي تخطيطا -ولله الحمد- طلع كل شيء جيدا, ثم ذهبت لدكتور أنف وأذن وحنجرة وطلع كل شيء جيدا، ثم ذهبت لدكتور أسنان وطلع كل شيء جيدا، ولله الحمد والشكر.

عملت صورا للكلى والمعدة, وذهبت المستشفى وعملت تحاليل (سي بي سي) وكانت النتيجة جيدة.

مع كل ذلك أخاف أن أطلع البيت وحدي, أتذكر كل أصدقائي الذين استشهدوا, وجيراني الذين ماتوا, رحمة الله على جميع أموات المسلمين.

أشعر بالإغماء دوما، وعدم اتزان الجسم في بعض الأوقات.

أرجو منكم إفادتي بـ علاج (fluoxicare) خائف من أخذه، أرجو النصيحة.

وجزاكم الله كل خير، ودمتم للخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذا الذي تعاني منه نسميه المراق المرضي وهو أن يتخوف الإنسان, أو يتشكك بأنه مصاب بعلة مرضية, وهو نوع من القلق النفسي، وفي بعض الأحيان يكون مصحوبا بأعراض مخاوف, واكتئاب بسيط.

أخي من أفضل سبل العلاج هو أن تمنع نفسك من التردد على الأطباء بكثرة، وهذا مهم جداً, والشيء الجيد هو أن تذهب إلى الطبيب الذي تثق فيه مثل الطبيب الباطني مرة واحدة كل أربعة أشهر, أي ثلاث مرات في السنة، وذلك من أجل عمل الفحوصات العامة, والفحص السريري؛ لكي تطمئن، وهذا وجد أنه من أفضل الطرق التي تمنع التردد على الأطباء بهذه الصورة المرضية.

ثانياً: عليك بممارسة الرياضة، وهي تحسن من الدافعية للإنسان، وتجعله يحس بالفعل أنه في وضع صحي أفضل.

ثالثاً: عليك بإدارة الوقت بصورة صحيحة, ولا تترك للفراغ مجالاً ليسيطر عليك.

رابعاً: أدعو للشهداء بالرحمة والمغفرة, ونحن نقدر تماماً وضع الأهل والإخوان والأحباب في فلسطين, نسأل الله تعالى أن تعود إلى أهلها سالمة، وتذكر -يا أخي- أن هذا الوضع, أي ما يحدث في فلسطين, من عدوان وجور هو أمر يشمل الجميع, نحن لا نخفف من هذا الأمر، ولا نستهين به، ولكن من الناحية النفسية حتى الأذى حين يقع على مجموعة كبيرة من الناس يؤدي إلى ما نسميه الشعور بالعالمية، وليس الشخصنة في التفرد، وهذا من الناحية النفسية في حد ذاته يساعد الإنسان.

بالنسبة للعلاج الدواء، ربما تكون في حاجة إلى العلاج الدوائي ودواء (fluoxicare) وهذا الاسم التجاري ليس معروفا لدي, لكن من المسمى أستطيع أن أقول: إنه غالباً هو عقار (فلوكستين)، وهذا هو الاسم العلمي، والذي يسمى أيضا (بالبروزاك)، وله مسميات تجارية أخرى، فإذا كان هو (الفلوكستين), وقوة الكبسولة أو الحبة هي (20 ) مليجراما في اليوم، فهذا دواء جيد, ودواء رائع، ودواء سليم جداً, يحسن المزاج, ويزيل القلق، ويقلل من المخاوف المرضية.

يمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ويفضل تناوله بعد تناول الأكل, وبعد انقضاء الستة أشهر اجعل الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين, ثم توقف عن تناول الدواء، إذا كان الدواء ليس هو (الفلوكستين) فيمكن أن تسأل الصيدلي عن الفلوكستين, وسوف يقوم بإعطائكه.

أرجو أن تتناول دواء آخر مساعدا, ينفع في حالات المراق المرضي, الدواء يعرف باسم (دوقماتيل), واسمه العلمي هو (سلبرايد), والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين, ثم تتوقف عنه, وتستمر على (الفلوكستين)، هذه أدوية سليمة, وفعالة, ومفيدة جداً.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً