الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالنقص لأن من حولي يتفوقون علي في الدرجة العلمية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شاب عمري 20 عاما، أعاني من مشكلة كبيرة قد تدمر حياتي، وهي مشكلة الشعور بالنقص في دراستي -تخصصي هو الهندسة المدنية-، وكان لا بد أن أقدم امتحانا حتى أستطيع أن أنتقل إلى مستوى أعلى في دراستي الجامعية، فشلت في هذا الامتحان للمرة الأولى، والوساوس تطاردني، ولم تبقَ سوى بضعة أيام لتقديم المحاولة الثانية.

العديد من زملائي قدموا هذا الامتحان ونجحوا من المرة الأولى، مع أني متأكد أن إمكانياتي كانت تسمح لي بالاجتياز من المرة الأولى، الشاهد في الموضوع أنني صرت أشعر بالنقص؛ لأن جميع من حولي يسبقني بالدرجة العلمية حتى كل أهلي، فمنهم من يحمل درجة الدكتوراه، والبكالوريوس، وهم ينتظرونني بفارغ الصبر.

أحس أني أقل منهم، لم أعد أجلس معهم، خصوصا أن أختي التي تصغرني بسنة متفوقة جدا، وعندما أريد أن أساعدها أستغرق وقتا في التفكير لحل مشكلتها، فتقول لي: لا بأس، سأرى شخصا آخر، ومثل هذه المواقف تشعرني أنني لا فائدة مني في هذا المحيط الممتلئ بالمتفوقين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال.

إن من الحقائق العجيبة في علم النفس والإنسان، أن الإنسان يحقق ما يتوقع تحقيقه، فإذا توقع النجاح، نجح ببذل الجهد المطلوب، وإن توقع الفشل، فشل!

وما هذا بغريب عن الفكر الإسلامي، حيث يقول الرسول الكريم :"تفاءلوا بالخير تجدوه"، لا بالسحر طبعا، وإنما لأن المتفائل بتحقيق أمر ما، كتقديم امتحان مثلا، فإنه سيفكر تفكير الناجحين، وسيسلك سلوك الناجحين، وبحيث أن كل شيء من حوله يشير إلى أنه سيكون من الناجحين، والعكس صحيح فيما يتعلق بتوقع الفشل.

مقارنة الذات بالآخرين ليست دوما مفيدة، فأحيانا قد تكون قاتلة، أو محبطة للثقة بالنفس، والأولى أن يعمل الإنسان، ويركز على نفسه وعلى عمله، وليفعل الناس ما يحلو لهم.

إنك طالما وصلت إلى فرع الهندسة المدنية؛ فإن هذا لم يأت من فراغ، وإنما من قدرات وإمكانات تشير لقدر غير قليل من القدرات الذكائية وغيرها، ولكن ربما مرّت معك أمور في حياتك جعلتك تشعر بالدونية تجاه الآخرين، وأنا متأكد من أن مثل هذه المشاعر السلبية ليست دائمة عندك، وإنما تأتي وتذهب، وهكذا معظم الناس، وما عليك إلا أن تستغل الأوقات التي تشعر بها عن نفسك بالمشاعر الإيجابية، بينما تتحلى بالهدوء والصبر عندما تأتي الأفكار السلبية التي وصفت بعضها في سؤالك.

عندك أيام لإعادة الامتحان، وما أمامك إلا طريق واحد للنجاح، ومن دون التفكير في الأمر، وإنما مجرد التركيز على ما هو مطلوب منك فعله، وهو الدراسة والدراسة... ومن ثم الدراسة والمراجعة، والله لن يضيع عملك وجهدك، وكما يقول تعالى "واتقوا الله، ويعلمّكم الله".

كنت أحب أن أسمع منك عن هواياتك، وما تحب قضاء الوقت في فعله من بعض الهوايات؛ فهذه الأنشطة مما يرفع ثقة الإنسان بنفسه، وبالتالي يستطيع تحقيق أضعاف ما يعتقد أنه قادر على تحقيقه.

وفي هذا الموقع العديد من الإرشادات في الوسائل السلوكية لرفع الثقة بالنفس، انظر: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).

وفقك الله، وأخبرنا بخبر نجاحك في الامتحان القادم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً