الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي وأثره في تقلب المزاج والوساوس.. وطرق معالجته

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين عليه أفضل الله والسلام.

أعاني من أمر أرجو من الله العافية أولا ثم أرجو الفائدة من حضراتكم.

الأمر هو: أعاني من تقلبات في المزاج من فترة طويلة، فأحيانا تراني سعيدا وأحيانا تراني وهو الأغلب تراني غير راض على أمور حصلت لي في الماضي، وأحيانا غير راض من نفسي فدائما أفكر في أمور تافهة ليست في تلك الأهمية، ولكني عندما أفكر فيها أصل إلى نتائج غير مرضية مثال على ذلك.

1ـ لماذا الناس لا يضعون لي بالا، ويفضلون شخصا آخرا علي.

2ـ لماذا ليس عندي أصحاب كثر، ولماذا...

وأريد حلا لتقلب المزاج، والأمر الآخر هو أني الآن أعاني من تشتت في الذاكرة، والأفكار مما أثر على ذاكرتي ودراستي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الواثق بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

تقلب المزاج ربما تكون علة عابرة، أو قد تكون حالة ملازمة للشخصية وهنا تكون متلازمة مزمنة، وأنا لا أعتقد أنك تعاني من تقلبات حقيقية في المزاج، الذي تعاني منه هو قلق نفسي، وهذا القلق نتج عنه تفكير وسواسي.

الأمثلة التي طرحتها في رسالتك من الواضح جداً أنها ذات طابع وسواسي، وتشتت التفكير وتطاير الأفكار وعدم المقدرة على التركيز الجيد مما يؤثر على الدراسة سلباً، هذا في حد ذاته ناشئ من القلق والعلاقة بين القلق والوساوس هي علاقة وطيدة جداً حتى في معظم المعايير التشخيصية يعتبر الوسواس جزء من أمراض القلق.

فأرجو أيها الفاضل الكريم أن لا تنزعج وحالتك حالة قلقية ليس أكثر من ذلك وسوف أوجه إليك نصائح بسيطة جداً أهم هذه النصائح هو أن تقود نفسك بمشاعرك وقد نفسك بأفعالك وأعمالك، وأقصد بذلك أن تضع جدولا يومياً هذا الجدول يحتوى على مكونات ومتطلبات وأفعال وأعمال لابد أن تقوم بها، مثلاً سوف أذهب إلى الصلاة في وقتها هذا عمل، وسوف أذهب إلى المدرسة، وإن شاء الله تعالى أستفيد تماماً مما أدرس، سوف أقوم ببعض التمارين الرياضية، وسوف أخذ قسطا من الراحة، وسوف أجلس على التلفاز لأشاهد برامج كذا وكذا من الساعة كذا إلى الساعة كذا، لأن هذا البرنامج مفيد لي، وسوف أجلس مع أسرتي من الساعة كذا إلى الساعة كذا، وهكذا، إذن إدارة الوقت والإصرار على القيام بالأفعال وسوف يشعرك في نهاية الأمر بالرضى وسوف تتغير مشاعرك لتصبح مشاعر إيجابية جداً.

ثانياً: عليك بأن تتجاهل مثل هذه الأطروحات الوسواسية التي طرحتها على نفسك... لماذا الناس لا يضعون لي بالاً ويفضلون شخصاً أخرا علي؟ وهذا افتراض خاطئ وليس افتراض سليماً، ولماذا تشغل نفسك بهذا، ولماذا تشغل نفسك أصلاً بمحاولة معرفة مشاعر الناس حولك هذه ليس مسئوليتك أبداً، إذن تحقير الفكر الوسواسي يعتبر علاجاً جيداً.

ثالثاً: تمارين الاسترخاء وتطبيقها بدقة، وكذلك ممارسة الرياضة من الأشياء المفيدة جداً فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

رابعاً: قراءة القرآن الكريم بتمعن وتدبر وتفهم تؤدي إلى تحسين التركيز هذا أمر مثبت ومجرب ويعرفه كثيراً الإخوة والأخوات الذين فتح الله عليهم بتدارس كتاب الله.

نصيحة أخيرة وهي أنه لا بأس من أن تتناول دواء مضادا للقلق وفي نفس الوقت مضادا لهذه الوساوس ويحسن مزاجك ويرفع لديك إن شاء الله تعالى الدافعية مما يحسن لديك التركيز كثيرًا، والدواء هو (بروزاك) والذي يعرف باسم ( فلوكستين) وهو لا يحتاج إلى وصفة طبية والجرعة المطلوبة في حالتك بسيطة جداً وهي كبسولة واحدة في اليوم، وتناولها بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، ثم أجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكن أن تتوقف عن تناول العلاج.

بالنسبة للدراسة إن شاء الله تعالى تطبيقك لما ذكرنه من إرشاد سوف يفيدك كثيراً، أضف إلى ذلك أريد منك بالفعل أن تستشعر أهمية الدراسة والعلم هذا يزيد من الدافعية لديك .

أيها الفاضل الكريم عليك بالرفقة الصالحة الطيبة، وسوف تشعر بأنك بالفعل مميز بينهم.

وطالع للمزيد حول علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: 226145 _264551 - 2113978

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً