الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند التحدث مع الآخرين نظراتي تميل للأعلى فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد سبق وأن استشرتكم وتم ردكم على الاستشارة (2128684) وأريد الآن استشارتكم عن السيروكسات مع الدوجماتيل.

هل يصلح لمثل حالتي وما أعاني منه في الاستشارة السابقة؟
وهل جمع هذين العلاجين قد يسبب لي الاضطراب في النوم زيادة على ما أعانيه من عدم استمتاع في النوم؟

وأريد أن أوضح بعض الأعراض التي أشعر بها ولم أذكرها في الاستشارة السابقة, وماذا تعني من الجانب النفسي؟

عندما أتحدث مع أحد فأني أشعر بنظراتي لأعلى، وإذا كنت ساكتًا ولا أنظر إلى أحد أشعر بأن نظراتي تميل للأسفل، وأشعر بأني في مكان قليل الضوء حتى لو كانت الإضاءة جيدة, وكثير النظرات، كل شيء يلفت انتباهي حتى اللوحات على الطرق, والمحلات التجارية.

أرجو أن لا أكون قد أسهبت كثيرًا.

وجزيتم خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي الهلالي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

أود أن أبدأ بالجزء الأخير في الاستشارة، وهو الظاهرة التي تزعجك, والتي تتمثل في أنك تشعر بأن نظراتك إلى أعلى، وإذا كنت ساكتًا لا تنظر إلى أحد، وتشعر بأن نظراتك تميل إلى أسفل، وكذلك المشاعر التي تأتيك حين تكون في مكان جيد الإضاءة، ولكنك بالرغم من ذلك تشعر عكس ذلك.

عمومًا -أخي الكريم- كل هذه الهيئات والتغيرات النفسية التي تأتيك من وجهة نظري هي مرتبطة بالقلق النفسي، وقد أخذت الطابع الوسواسي, وليس أكثر من ذلك، نحن في الاستشارة السابقة تحدثنا عن درجة بسيطة إلى متوسطة من عسر المزاج انتابك، والقلق دائمًا هو مكون رئيسي جدًّا في المزاج، وكثيرًا ما نجد درجة ما من الوسواس أيضًا مصاحبة للقلق، وكذلك للحالة المزاجية للإنسان، فلا تنزعج -أخي الكريم- لهذه الأعراض، وأرجو أن تتبع نفس النهج السلوكي الذي وصفته لك سالفًا.

أما فيما يخص سؤالك عن السيروكسات والدوجماتيل فنحن أشرنا لك في الاستشارة السابقة أن عقار زولفت ربما يكون هو الأفضل بالنسبة لك؛ ذلك لأن تجربتك لم تكن إيجابية بالدرجة المطلوبة في التعامل مع السيروكسات, ولكن هذا لا يعني أن السيروكسات دواء أقل كفاءة، بل على العكس تمامًا هو دواء جيد، ودواء متميز، فقط الأمر قد يتطلب الصبر على تناوله بانتظام حتى يحصل الإنسان على الفائدة المرجوة منه، وأنا أقول لك: السيروكسات يصلح لحالتك, وحين ندعمه بالدوجماتيل سيظل السيروكسات هو العلاج الرئيسي، والدوجماتيل هو الدواء المساعد، والالتزام بتناول الدواء هو المحدد الرئيسي لنفع الدواء من عدمه.

فإذن -أخي الكريم- أقول لك: السيروكسات والدوجماتيل أدوية جيدة، والجمع بين العلاجين لا بأس به، بل إن هذا الجمع يعتبر ذا ناتج إيجابي حيث إن السيروكسات سيكون هو الدواء الرئيسي, والدوجماتيل هو الدواء المساعد، ولن يحدث لك أي اضطراب في النوم مطلقًا؛ فالدوجماتيل دواء يقلل الشحنات التوترية, ويجعل الإنسان في حالة استرخائية؛ مما يسهل النوم كثيرًا.

السيروكسات أيضًا دواء محايد, لا يزيد ولا ينقص النوم، لكن بعض الناس يقولون: إنه قد زاد من نومه, والبعض يقول: إنه قد زاد من يقظته, وفي هذه الحالة -أخي الكريم- بالنسبة للذين يتناولون السيروكسات ويجدونه مفيدًا في النوم فيمكن أن يتناولونه ليلاً، والذين يقولون إنه قد أدى إلى اضطراب في النوم نطلب منهم أن يتناولونه في فترة الصباح.

فإذن الأمر محلول تمامًا، فابدأ بتناول الجرعات مساءً، وإذا حدث أي نوع من الاضطراب في نومك فانتقل بالسيروكسات وتناوله في النهار، والدوجماتيل استمر عليه صباحًا ومساءً -كما وصفت لك فيما مضى-.

أخي الكريم: الصحة النومية تتحسن من خلال آليات بسيطة جدًّا، ويجب أن لا يكون الاعتماد دائمًا على الدواء, بل هناك وسائل علاجية منها:

- الحرص على أذكار النوم, فهذا مهم جدًا.
- تثبيت وقت الفراش ليلًا، ةهذا أيضًا من الأمور الضرورية.
- تجنب النوم أثناء النهار, وهو مهم جداً.
- الاسترخاء.
- عدم تناول الشاي والقهوة في فترات المساء، وهذه كلها آليات بسيطة وبسيطة جدًّا, لكنها من أفضل الطرق التي تحسن الصحة النومية.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً