الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببتها عن طريق النت، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم، تحية طيبة، وبعد:

عمري 26 سنة، مغترب في الإمارات منذ عام 2007، لم يكن لدي شيء يملأ فراغي بعد العمل إلا الإنترنت والماسنجر، من أجل الكلام مع أهلي وقضاء الوقت، وكان هناك الكثير من الفتيات اللواتي يردن إضافتي والتعارف، ولم أكن أكترث لهن إلى أن جاء يوم أضافتني فيه فتاة جزائرية، ولا أعرف لماذا قبلت، وكان هذا اليوم هو 14- فبراير من عام 2009، وها نحن على مشارف 14 -فبراير- 2012 وقصتنا لم تنتهِ.

بدايةً كانت تسلية وملء فراغ، ولكنها تحولت إلى حب وتعلق وشوق كبير جدا.

إنها فتاة رائعة، محترمة، ومؤدبة، أحببتها وأحبتني للجنون.

بدأت العلاقة بالشات لفترة طويلة، ثم تحولت إلى صوت، وبعدها إلى صوت وصورة.

كنا نرى بعضنا على الكام بشكل يومي تقريبا، ولدي صورها وعندها صوري، وصلنا لدرجة أني أتحدث معها على الموبايل حتى أثناء العمل، وعندما أسمع صوتها أشعر بنزول سائل المذي مني، أعلم أن علاقتنا كلها خطأ، لكن أشعر أني لا أستطيع تركها أبدا، وأحس بفراغ كبير عندما تغيب عني يوما واحدا، مع العلم أني في الإمارات وهي في الجزائر، أعلم أن المسافات كبيرة، لكن القلوب كانت أقرب مما تتصور.

كانت علاقتنا بعيدة كل البعد عن الجنس أو غيره، كانت صادقة وتقوم على المحبة والاحترام، وهناك أشياء كثيرة مشتركة بيننا.

وصلت لمرحلة أني لم أعد أستطيع العيش بدونها، وأريد الزواج منها، أوصلت الخبر لأهلي، ولكن للأسف لم يؤيدني أحد والمصيبة أني لا أستطيع أن أغضب أمي التي رفضت، وصارت تبكي عندما علمت أني أريد الزواج من فتاة خارج سوريا.

أنا أحب أمي كثيرا، والدي متوفى منذ 13 عاما.

أشعر أني ضائع ومضغوط نفسيا، وحزين لا أقدر أن أتخذ قرارا.

هل أرتبط بالفتاة التي أحببتها وأحبتي للجنون! ولكن أخسر أهلي أم أكسب أهلي وأتزوج غيرها بعد أن ملأت قلبي؟ ولا أشعر أني سأكون سعيدا مع غيرها، مع العلم أن أهلها لم يمانعوا إذا أتيت وطلبتها رسميا، ولكن بوجود أهلي.

هذه كانت قصتي باختصار شديد، أرجو مساعدتي ماذا أفعل؟

أعتذر إن أطلت، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن النصح لك ولها يدعونا إلى طلب إيقاف هذه العلاقة، حتى تتمكنوا من وضعها في إطارها الصحيح، بل لا بد من التوبة من العلاقة التي حصلت دون غطاء شرعي، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله، فإن قلب الوالدة وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها.

ورغم صعوبة قطع العلاقة إلا أنها أفضل وأيسر من الاستمرار في علاقة قد لا تنتهي بالزواج، بالإضافة إلى ضياع وقتك ووقتها، ولعلك توافقنا أن الأمور سوف تزداد تعقيداً مع الاستمرار.

ولا يخفى على أمثالك رفض المجتمع للتعارف في الزواج بهذه الطريقة، بل قد يساء بك وبها الظن، كما أن الشيطان سوف يأتي لك ولها مستقبلاً وسوف يقول لك: كيف تثق بها وهي التي كانت وكانت؟ وما المانع أن يكون لها علاقات، ثم يأتيها ويقول: فكيف تصدقي هذا الذي كان يكلمك دون وجود علاقة شرعية؟ وكيف تأمني جانبه؟ فالشيطان الذي يجمع الناس على المخالفات هو الشيطان الذي همه أن يفرق بين الأزواج والزوجات.

ونحن نتمنى أن توقف العلاقة تماماً، ولا مانع من أن تطلب فرصة لدراسة الوضع، وكلمها بوضوح في هذا الأمر- ثم حاول أن تتعرف على أسباب رفض الوالدة، واطلب مساعدة العقلاء والفاضلات وأهل الدين والدعاة، وأكرم الوالدة، وبالغ في برها والإحسان إليها، واحرص على التواصل مع موقعك حتى نتابع معك تطورات الموضوع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً